|
العنود بنت عبدالله ابن محمد آل سعود
صدق الأمير، فمن يتمعن في شعر الأمير كله فإنه يصل إلى نتيجة مؤداها أن الحب والعمل هما الرمزان الأساسيان في انقاذ روحه من العدم، أو هما المجدافان اللذان يمخر بهما عباب العاطفة بكل مياهها وبحارها اللامتناهية. الحب والعمل وجهان متقابلان متعانقان كالوجود والعدم، والحب في كل أشكاله المتسامية في الوجدان الطبيعي والإنساني، والحب في شكله الفروسي حيث تكون المرأة مركز الدائرة ومركز الخلاص، وفي كل أشعار الأمير خالد تتبدى المرأة المنقذ الذي يستدعيه في الليل، والأنجم، والسهر، والشعور بالضعف والتعب. إنها روحه الذائبة في كل ما هو جميل ومقدس وخالد، إنها دوماً في حالات متماهية في صورة الظبي مرة، وصورة الفرس مرة أخرى، وفي صورة الضمير المستتر مرات ومرات، إنه دائماً في حالة احتفال بالذكريات الجميلة والرائعة، ودائماً حزين وحزين أبداً لأن الوقت سريع الزوال، وأنه لا حيلة لديه للإمساك به أو الإمساك بأطياف الذكريات ولا حيلة إلا أن يحتفل بالذكريات التي يمارس تخليقها من حرير الزمن الذي لا يعود، إن هذا الحب هو رمز خلاصه ورمز عذابه. أما الرمز الثاني فهو العمل والعمل المتواصل والمتجدد والدائم والقوي حتى صميم الروح، ولأن حبه عظيم فإنه لا يرغب إلا في كل عمل عظيم، لا بل عظيم وخالد، إنه بالعمل يتحدى الزمن المتغير والتعب الراكد، طالع إلى وجه الأمير عندما يفتتح مشروعاً كان في حكم المستحيل تراه يشرق مثل الشمس في جبين الفضاء الرحب، مثل شمس محبته التي لا تدعه يستريح ليلتقط أنفاس القصيدة إلا لكي يعاود الرحيل في صحراء اليباب والاغتراب والعذاب، وهكذا هي حياة خالد حب صامد، وعمل صامد، وشعر صامد. استدراكات ضرورية وهامة طالما أنني استدركت وصححت اسم العنود الكامل فلا بأس من الاشارة السريعة إلى بعض الأوهام والأخطاء التي حصلت في مقالاتي السابقة ومنها على سبيل الذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سعد بن فيصل بن عبدالعزيز شقيق الأمير خالد الفيصل مولود في الطائف وليس في الأحساء، ومنها أن تخصص الأمير خالد هو «اقتصاد وعلوم سياسية» وليس «ميزانية» ومنها أن القصة التي مرت حول زيارة الراحل الشهيد الفيصل لبريطانيا لم تشمل الزيارة جامعة أكسفورد وحكاية «الروب» الذي خلعوه ليست سوى وهم ولا أساس لها من الحقيقة، ومنها أن الأستاذ محمد الوابل كان الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية إبان تأسيسها إلى أن ترك المؤسسة، وهناك من الأخطاء المطبعية مالا داعي لذكره، غير أنه لابد من الاشارة إلى أن جميع المقالات السابقة قد كتبت في مدى أيام قليلة معدودة على الأصابع بناءً على طلب الأمين المساعد لمؤسسة الفكر العربي الأستاذ علي موسى حيث طلب مني إعداد نبذة عن منتدى الأمير خالد الأدبي فأحببت كتابتها ونشرها على عجل، ولقد بدا لي أو بدا لبعضهم أن يطبعها في «كتاب» فإن صحت النية فإنني سأعيد صياغتي بشكل أفضل وبلغة أجمل وفي هيكل أكمل. لأن هناك عشرين نقطة تأخذ عشرين حلقة تزيد عن هذه الحلقات تغطي نشاطات: 1- مؤسسة الملك فيصل الخيرية، 2- جائزة الملك فيصل العالمية بفروعها الكاملة، 3- مركز الملك فيصل، 4- متحف الملك فيصل، 5- وهذا مهم جداً وهو موضوع «الحب الفروسي في شعر الأمير خالد الفيصل، المرأة كأنموذج»، 6- توسع في القضايا التي أوجزتها في شعره مثل : 1- الشعر والزمن «لاهنت»، 2- الاغتراب الايجابي، 3- التسامي بالحب، 4- التسامي بالمدح والفخر «وطنيات»، 5- سلطانيات، 6- شعر الاعتراف كريادة غير مسبوقة، 7- العرضة: قصيدة العرضة كريادة غير مسبوقة، 8- التجديد في الأوزان، 9- الشوارد وما جرى مجرى الأمثال. خالد الفيصل: كيف؟!
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |