|
| |
تتصدر ديوان الشاعر الشاب محمد بن عبد الرحمن الحفظي زغرودة «مقطع» وهي فاتحة الديوان، وهي للشاعر (الاهداء)!!
هذا الاعتراف من الشاعر، في هذه المقطوعة، التي سماها بنفسه «اعتراف». ولاشك ان شعر «الاعتراف» في الديوان العربي قليل بل نادر ولا يكاد الا القليل والنادر من يجرؤ على الدخول في هذه الأرض المحرمة. لقد بنى الشاعر العربي كيانه الانساني على تمجيد ذاته، وكيل المديح لها بلا حساب او تعقل، والشعر العالمي الحديث يتضمن اعترافاً صريحاً من الشاعر، اعترافاً بضعفه كانسان، واعترافاً بفشله كفرد معزول ومطمور تحت الركام الهائل من صراع القيم السياسية والاقتصادية والاعلامية، وكل واحدة منها تمسك بجلابيب القيمة الاخرى في محاولة لخنقها ووأدها او سحقها الى الابد، وتبقى القيمة «الشعرية» كمظهر ثقافي اسفل القيم على سلم التراتب الحضاري. ليت هؤلاء الشباب ينتبهون الى اهمية مثل هذه الاعترافات في بنائهم الشعري وفي نسيج كل حالة شعرية وليس في مجرد «مقطوعة» عابرة. انه ديوان لهم، وشاعر مهم، والأهم من ذلك ان يفهم أهمية كل انجاز درامي وكل انجاز للصورة الشعرية في الشعر الحديث وإلا فإن الشعر كله سيموت مادم أن من قبله قد مات ومات النقاد ولا احد للشاعر إلا نفسه وكفى!! |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |