|
انت في
|
* تفتقد منطقة نجد كثيراً من المعلومات المتعلقة بتراجم علمائها وأعيانها، وما وصلنا منها رغم إيجازه لم يدون معظمه إلا بعد مدة طويلة من وفاة أصحابها، كما لم تُذكر مصادر بعض التراجم مما يجعل الباحث يجتهد في تلمس أصولها، فيجمع الشذرات المتناثرة هنا وهناك ليبني عليها استنتاجاته التي تعضدها تلك المصادر، وتقييد التراجم للعلماء وغيرهم ممن له تأثير في الساحة الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية مما يتعلق بأحوال المجتمع النجدي أمر مطلوب وملح، خاصة ما مضى عليه عدة قرون وكاد أن يعفي عليه الزمن ويُجهل تماماً، ففن التراجم يشتمل على جل أوجه التاريخ.
وهذا يدل على أن للمترجم نفس شعري، وأن له أشعار أخرى قد توجد في يوم من الأيام وهذا له مؤشر ودلالة حسنة تضاف إلى رصيد علماء نجد المتقدمين في اهتماماتهم بالأدب والشعر، إضافة إلى تركيزهم الأول على علم الفقه. 2- أكثر أبيات هذه المنظومة التي نسخها المترجم مضبوطة بالشكل وهذا يتطلب معرفة بعلم النحو والصرف. 3- نوع الخط نسخ واضح مقروء، وقد قابل المترجم ما نسخه بالأصل وكتب في هامش الصفحة الأخيرة: (بلغ مقابلة حسب الجهد والطاقة). 4- والد المترجم له الشيخ موسى بن عبدالقادر توفي إما في سنة نسخ الكتاب 998هـ أو قبلها يعرف ذلك من وصفه بالمرحوم. 5- إضافة إلى اهتمام المترجم بالأدب والشعر كما أسلفت، فإن له أيضا معرفة في معاني اللغة، فبعض الكلمات التي يختارها لها دلالة واضحة على ذلك، فمثلاً عندما قال في آخر اسمه: (التميمي نسباً) كان يكفي هذا، ولكنه أضاف بعدها أيضاً كلمة: (محتدا)، والمحتُد: الأصل، قال ابن الأعرابي: (المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل)(8)، وقال ابن دريد: (والمحتد الأصل يقال فلان من محتد صدق)(9)، وقال الزبيدي: (و الحَتُدُ: ككِتفٍ الخالِصُ الأصْلِ من كُلِّ شَيْء)(10)، فكلام المترجم دل على أنه من أصل قبيلة تميم بن مرّ، وجد الوهبة الذي ينتسبون إليه هو وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. 6- أن المترجم له ذا مال وثراء، فقد كان يمتلك عدداً من الموالي وهذا لا يتيسر إلا للأغنياء، ويرى بعض الباحثين أن كثرة العلماء وانتشارهم في تلك الفترة ترجع إلى الحالة المادية الجيدة للأسر، مما حدا بهم إلى تفريغ أبنائهم لطلب العلم بدلاً من اشغالهم معهم في متطلبات الحياة. وعلى هذا علماء قبيلة الوهبة المتقدمين والمتأخرين كما هو موجود بخطوط بعضهم، وبالنقول الصحيحة الموثوقة عن الباقين. والمترجم له أحد العلماء النجديين المتقدمين الذين أصلوا نسبهم إلى تميم نذكر منهم بعض النماذج: - الشيخ عبدالله بن شفيع بن سعيد بن عمران بن مالك التميمي كتب ذلك في آخر نسخة لكتاب (التوابين) لابن قدامة، سنة 799هـ(11). - الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي(12) المتوفى سنة 948هـ. - الشيخ محمد بن أحمد بن بسام القاضي - معاصر المترجم له - كتب نسبه كاملاً إلى ما بعد تميم مروراً بحنظلة(13). العلماء من ذرية المترجم له لقد خرج من ذريته سلسلة ذهبية - إن صح التعبير - من العلماء والقضاة كان لهم دور رائد في نشر العلم في نجد لأكثر من ثلاثة قرون، ولمن عاصر منهم قيام الدعوة الاصلاحية دور بارز في مناصرتها، ونذكر هنا من وصل إلينا خبره باختصار: 1- ابنه الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب آل مشرف (ت 1056هـ) قاضي العيينة. 2- الشيخ عبدالوهاب بن عبدالله آل مشرف (ت 1125هـ)، قاضي العيينة أيضاً، ابن الذي قبله. 3- الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل مشرف (ت 1126هـ)، وهو ابن الذي قبله. 4- الشيخ أحمد بن عبدالوهاب آل مشرف قاضي العيينة أيضاً، وهو أخ الذي قبله. 5- الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أحمد آل مشرف (ت 1194هـ) قاضي مرات، حفيد الذي قبله، وهو صهر شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب. 6- الشيخ إبراهيم بن أحمد آل مشرف (ت 1232هـ) قاضي مرات، وهو ابن الذي قبله، وسبط شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب. 7- الشيخ العلامة عبدالعزيز بن أحمد آل مشرف (ت 1242هـ)، وهو أخ الذي قبله، تولى القضاء في عدد من البلدان، وهو أيضاً سبط شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب. قال الشيخ عبدالله البسام: (هذا البيت بيت مبارك فيه الكثير من العلماء الفضلاء، بعضهم ترجمنا لهم في كتابنا (علماء نجد) وبعضهم لم تصل الينا أخبارهم فأهملناهم مع كثير من علماء نجد الذين طوى أخبارهم الإهمال والنسيان)(14). تلاميذه من المرج أن له تلاميذ أخذوا عنه منهم ابنه الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب آل مشرف قاضي العيينة المتوفى سنة 1056هـ. وفاته لا تسعفنا المصادر المتوفرة حتى الآن عن تاريخ وفاته، فربما كانت في آخر القرن العاشر الهجري، أو في مطلع القرن الحادي عشر الهجري، فلا شك أن بين وفاته ووفاة ابنه الشيخ عبدالله (ت 1056هـ) فارق زمني، رحمهما الله تعالى وجميع موتى المسلمين. هذا ما تيسر الاطلاع عليه فيما يخص هذه الترجمة ولعل فيما يظهر مستقبلاً من المخطوطات والوثائق ما يوضح كثيراً من الجوانب الغامضة في تاريخ منطقة نجد ومنها ما يتعلق بحياة المترجم له وغيره من العلماء، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وآل وصحبه وسلم. (*) الوشم - أشيقر: 11964 ص.ب 6075 1- (دور علماء أشيقر في انتشار الحركة العلمية في نجد وظهور الدعوة الإصلاحية السلفية في العارض: 416 - 418)، د. عويضة الجهني، مجلة العصور، محرم 1414هـ. 2- (نجد من القرن العاشر الهجري حتى ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب: 34)، د. عبدالله العثيمين، مجلة الدارة، ع3، س4، شوال 1398هـ. 3- (دور علماء أشيقر في انتشار الحركة العلمية: 413)، د. عويضة الجهني. 4- (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة: 1-138 - 139). 5- (الفواكه العديدة: 1-360). 6- (علماء نجد خلال ثمانية قرون: 1-547). 7- علق الناظم الشيخ عبدالوهاب في الهامش بقوله: (حشية: قيل إنما سمي آدم: آدم، لأنه خلق من أديم الأرض، ذكره النقاش في تفسيره والله أعلم). 8- (لسان العرب: 3-139). 9- (جمهرة اللغة: 1-385). 10- (تاج العروس: 8-5). 11- (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: 3- 1197). 12- (الفواكه العديدة: 2-194 - 227). 13- مخطوطة (مجموع ابن عيسى: 21)، (تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد: 218)، حيث اطلع عليه الشيخ محمد بن عبدالله بن مانع (ت1291هـ). 14- (علماء نجد: 5-167). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |