عبدالمحسن بن علي المطلق
هناك أثر (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)، روي لعمر والمشهور عن عثمان رضي الله عنهما، وقد شرح مطلع ابن باز رحمه الله بأن معناه: يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن.
وعلى هذا فهي جملة دوّت بالتاريخ، فحسبها استشهادهم بها وما تحوي بمواقف أقصد منعطفات طالت مسار الأمّة
وذاك أن بين دلالاتها من المرامي الكُبرى، إذ (بين العباد ضعيف، فلا ينزجر لزواجر القرآن ونواهي القرآن، لضعف الإيمان وقلة البصيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله) ابن باز رحمه الله، وهنا حضرني وهو عماد مادتي هذه/ (قرار) قائد المسيرة الملك سلمان بالسماح للمرأة بالقيادة..
ولنكن واقعيين الناس بعمومها لا ترفض الجديد فضلاً عن أخيه التوأم التجديد، لكن يستريبها مآلات ما( قد) يجلب أحدهما..
ومن هذا فهي بالبدء إما لا تتحمس لذلك أو تتلقاه على وجه من التحفّظ إزائه مخافة خفايا (.. مما سيخلفه) عليها
ولهذا ما أن تتعدى خطواته الأولى دهاليز المجتمع، ثم يظهر لهم أن ليس منه ما يريبهم كثيراً إلا ويبلعون على مضض ما جلب من أثقال.
فكما وأن ليس كل شر هو شر محض، فكذلك ليس كل خير هو خيرخالص..
فكم ممن رُزق (مالاً) وهذا مثال.. فصرفه حين انصرف إثر حسابات مرابحه والخسائر عن أمور أُخراه، وربما فاض به كان سبباً لهلاكه بالدارين، فالمهم وعوداً على ما تقدم/ ففي مطالع هذه الحقبة وتحديداً/ «في 6 محرم 1439هـ الموافق 26 سبتمبر 2017 أصدر الملك سلمان بياناً بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة وفقاً للضوابط الشرعية على أن يكون التنفيذ ابتداءً من يوم 10 شوال 1439هـ الموافق 24 يونيو 2018».
نعم قادت المرأة يومئذٍ المركبة، وبلا مواربة وُجد عند فئام امتعاضٌ يومها.
ولكن العجيب أن هؤلاء همُ من يكاد يفشي عن فرائحه الآن، فكم حملت عنه قيادة المرأة كثيراً ولا أقول بعضاً من الأحمال، فحسبه ولأي طارئ يتّجه للمطار مهاتفاً (ربة البيت) أن تقوم هي بشؤونه الخارجية إبّان غيابه، لأن الداخلية عملها المحض سلفاً، فيما كان - من قبل- يلتزم أن يجد من ينوب عنه بتلك المهام قبل أن يفكّر بالسفر، وكذا ما تجد مثلاً أن يكون أحدهم وهو باستراحة مع زملائه، فلا يعكّر سُرحاته معهم ما يفاجئ به فيحتاجه البيت بأحوال هي على سبيل السرعة، كمرض أحد الأطفال..
وهذا، فضلاً أن يكون أسرته بمناسبة ما، فيحمل هماً كان.. بيوم تولى/ ليترك جلسة الأصحاب ويهرع مسارعاً لإعادتهم للبيت..
وهكذا وجدنا (غالبنا) من تلك المحاسن ما بالفعل قطفنا منه ثماراً.
وكم مما يكون به المرء من شأن فإن انجلت سحائبه عرف عما كمن به من جوانب محاسن ما حوى، والذي بزعمي أنه يوافي مقصدي ما نراه من زروع تحتاج في سنواتها الأولى صبراً لتمدّنا بطرحها، وخُذ النخلة ونحن - غالبنا- أهلها.. مما نُدرك منها وهذه المسلّمة، بل إننا عرفنا (تلك المحاسن) من تجارب وعن كثبٍ حين مررنا بإحداها، وهذه بمثل ما لامسنا بتلك المستجدات، أي ما جلبت -معها - ما لا تُعدّ فضائلها..
وهنا أميد بشكرٍ لناظم الدرر أبا عبادة (البحتري..) وهو يفيض بهذه الدلالة أن.. كم نبّه مقدم الربيع ورودا كانت قبل لوافحه (نوّما)، فتفتحت.. وأزهرت، وبأعين ناظرها - وناطرها- زهت
توقيع/
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} (66) سورة النحل، فتدبّر: {مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا}، هلّا أدركنا، فوعينا خبايا خير مبطّنة بجلائل مما يشوبنا منه ما..، ولكم كنا نبحث عنها.