عمر إبراهيم الرشيد
خطت المملكة خطوات كبيرة وابتدأت من حيث انتهى الآخرون في تنظيم المسابقات والمهرجانات الرياضية العالمية، إذ من المعروف بدهياً بأن مثل هذه المسابقات تسهم وبشكل سريع وفعال في التعريف بالمملكة ونهضتها وثقافتها وبالمجتمع السعودي وتقاليده وعاداته. وآخر هذه المهرجانات كأس العالم للأندية الذي استضافه نادي الاتحاد الرياضي في عروس البحر الأحمر جدة، حيث اجتمعت الأندية أبطال قاراتها في هذه التظاهرة، ولك أن تتصور حجم المتابعة والحضور الجماهيري المباشر وغير المباشر حيث كل قارة تطمح لممثلها بإحراز اللقب. إذا فهذا المهرجان يتعدى الميدان الكروي إلى ميادين السياحة والاقتصاد والإعلام والثقافة. ولا بد لكل جهد بشري من ثغرات فقد جبل الإنسان على النقص والكمال لصاحب الكمال جل شأنه. وهنا أقدم إلى وزارة الرياضة كونها الجهة التنظيمية للرياضة في المملكة وإلى نادي الاتحاد العريق ملاحظات وددت لو تم مراعاتها حتى يعرفنا العالم بشكل أوضح وأجمل.
فعن حفل الافتتاح، تم جلب مغنين لما يسمى بفن (الراب) من أمريكا لتقديم لون غربي خالص، فماذا لو تم تقديم مغنين سعوديين وبلغتنا العربية ولوننا الغنائي الشعبي المستمد من تراثنا، حتى نقدم ما لدينا للعالم ونعرفهم بثقافتنا وفلكلورنا.
ثم هناك تقديم الكأس كذلك إذ حضر اللاعب البرازيلي (كاكا) للدخول إلى الملعب وبيده كأس البطولة كونه من اللاعبين الدوليين المعتزلين، فلو تم تكليف أحد لاعبينا الدوليين الذين حازوا جوائز قارية مثل ماجد عبدالله أو سالم الدوسري أو محمد الدعيع وغيرهم من لاعبينا الدوليين الكبار.
إن الجمهور الذي حضر من الخارج وهم أجانب لا يعرفون عن ثقافتنا وتراثنا إلا القليل، باستثناء الأشقاء المصريين فهم عرب يعرفوننا ونعرفهم، إنما قصدت غير العرب إذ لدينا الكثير والكثير لانتهاز هذه التظاهرة وإبراز هويتنا كما قلت، بدل أن نعرض عليهم بضاعتهم التي يعرفونها وتركوها خلفهم للتعرف على بضاعتنا.
وإني إذ أعتب على نادي الاتحاد ولجانه المسؤولة، فالعتب أكبر على وزارتي الرياضة والثقافة، فكان المأمول والمتوقع منهما إعداد برنامج الافتتاح والختام ليكون بلون ونكهة سعودية.
وهنا أذكر بالتظاهرات التي تنتظر المملكة في عامي 2027 حيث كأس أمم آسيا لكرة القدم التي تنظمها المملكة، و2034 حيث التظاهرة العالمية الأكبر وهي كأس العالم، وما كأس الأندية التي جرت مبارياتها في جدة إلا دورة تدريبية لمؤسساتنا الرياضية والإعلامية والخدمية في طريقنا إلى هاتين المسابقتين، وهذا محور حديثي المقبل بإذن الله، إلى اللقاء.