د.نايف الحمد
«لا تزال الأصوات ترتفع عند فئة من الوسط الرياضي شاكية وباكية من التحكيم في مباريات الدوري المحلي في موجة عارمة قد تكون هي الأعلى في ملف كان مثار جدل دائم على مدى عقود من تاريخنا الرياضي.
«ما يلفت النظر أن هؤلاء قد امتهنوا هذه الطريقة وجعلوها شماعة لتعليق إخفاقاتهم المتكررة عليها ونسف منجزات الآخرين و إيعازها لصافرة الحكام.
«كانوا يطالبون بالحكم الأجنبي، وبحضوره لم يتغير شيء من واقعهم، فعادوا لأسطوانتهم القديمة للتشكيك حتى في الحكام الأجانب.. بل إنهم عادوا لاختيار الحكم المحلي لمبارياتهم في انقلاب كبير على أطروحاتهم التي كانوا ينادون بها، وأنهم ضحية للتحكيم المحلي حتى تأصلت هذه الأفكار في عقول جماهيرهم و باتت من المسلّمات.. ورغم حضور تقنية (VAR) بقي حالهم كما كان، فالهزيمة وإن كانت بعدد من الأهداف سيكون سببها الحكم.
«نعلم جميعاً أن أخطاء الحكام واردة، ولا توجد مباراة بلا أخطاء، لكن من غير المنطقي أن تتجاهل تفوق الآخر عليك وتنسف عمله وتتناسى أخطاءك وتقوم بتكريس فكر المظلومية وتضلل الجماهير .. لذا فإن على القائمين على التحكيم مجابهة هذا الفكر من خلال السعي الجاد للارتقاء بالتحكيم وصنع منظومة قوية تستطيع فرض قناعاتها على الشارع الرياضي وكسب ثقته من خلال عمل جاد، سواءً كان ذلك في مسألة انتداب الحكام الأجانب أو العمل على الحكم المحلي في تطويره ومكافأة الناجحين منهم.. وقد لاحظنا أمرين جديرين بالإشادة حدثا في الأيام القليلة الماضية، الأول كان قرار تكليف الحكم علي الطريفي بإدارة غرفة الفار في لجنة الحكام، أما الثاني فهو المستوى المميز الذي قدمه الحكم الدولي محمد الهويش في قيادة قمة الجولة الـ 19 بين التعاون والنصر.
«دون أدنى شك أن تواجد الأستاذ الطريفي في لجنة الحكام يمنحها المزيد من الثقل بما يحمله من سيرة كبيرة في مسيرته التحكيمية أو في تقلده للكثير من الأعمال الإدارية وقيادته لها وتسجيله لنجاحات يشار لها بالبنان.. أما الحكم الهويش فقد نجحت اللجنة في اختيارها له، وقد قدم نموذجاً جميلاً في طريقة قيادته للمباراة وأتمنى أن يواصل إبداعه، وأن نرى حكامنا السعوديين بهذا المستوى حتى تعود الثقة في الحكم المحلي.
نقطة آخر السطر
«يخوض منتخبنا مهمة صعبة في نهائيات كأس آسيا في قطر .. ثقتنا كبيرة في المدرب العالمي مانشيني وصقورنا الخضر في تقديم صورة رائعة عن حاضر الكرة السعودية».