عبده الأسمري
** عندما يحل العام الجديد نرى في الآفاق الرسائل والردود والتعليقات والآراء والأصداء التي تعكس تعاملات «الإنسان» مع دورة الحياة ويبقى «الرهان» في الرصيد الذاتي وما فيه من معاملات «الدائن» و»المدين» في العبادات والتعاملات والسلوكيات وما اكتظ به من «عبر» و»عبرات» وجبر و»عثرات» ومعروف واعتراف وتنكر ونكران.
** تتوالى الأزمنة والبشر في سباق ولهاث خلف «الأمنيات» يتجاهل البعض فجائية «الرحيل» ويحتاط آخرون بضبابية «التأويل» فيما تتباين شخصيات أخرى في سلوكها ما بين إقدام مغلف بالحذر أو إحجام محاط بالعذر وفي كل ذلك تظهر «فروق» التفكير وتتجلى «فوارق» التدبير ما بين الناس وتأتي النتائج على أجنحة «الجد» أو أحجية «الحظ «ويبقى «الارتهان» إلى نصيب مفروض كفله الله عز وجل بحكمة ربانية تسخر «الخير» وفق الحاضر وتهيىء «التعويض» باتجاه المستقبل.
** الصداقة هي المعني القويم الذي لا يحتمل «شوائب المصالح» أو «رواسب الأنانية» لأنها مفهوم راقٍ يعتمد على «الإيثار» ويتعامد على «المآثر» ويرفض كل سلوك «دخيل» يوظف المصلحة ويستنكر كل مسلك «تأويل» يستدعي المجاملة.. وهي باختصار خلطة من «النقاء» الشخصي و»الوفاء» الذاتي اللذين يعكسان «صفاء» الأنفس في علاقة بشرية تحكمها الأخلاق ويستوجبها «الوفاق» في التقدير والاحترام ويؤكدها «التوافق» بين المعروف والعرفان.
** من أسوأ أنواع البشر من ينكر «العون» ويجحد «الغوث» وينسى «النفع» ويتناسى «الشفع» بعد أن يتجاوز أزمته ويجتاز كربته..
** الكتابة هي أنفاس «الفكر» ونفائس «التفكير» والعطاء المتدفق الذي يحول «الحياة» إلى ميدان مضيء من البهجة وعنوان ساطع من المهجة.. وهي الأسلوب الراقي الذي يهدي للعمر «تباشير» المعرفة ويمنح للتعلم «تعابير» الثقافة..
** الشتاء وجه المناخ المشرق المجلل بإخضرار الطبيعة والمكلل باجترار الذاكرة والفصل الساطع على عتبات السنين في مساءاته «أناقة» الوقت وفي نهاراته «إشراقة» الفرح.. وهو القاسم المشترك الأكبر لنتائج «السرور» المنتظر على «بوابات» المطر. وهو الحنين الدفين القابع في الجزء العميق من الانتظار ومنبع «اليقين» المضيء في قلوب «الحالمين» السائرين على «طرقات» الدهشة..
** الإحسان منهج عميق ونهج دقيق يتطلب الاستدامة ويقتضي الديمومة لارتباطه بأعماق النفس وترابطه مع آفاق الذات واقترانه بمعنى الإنسان.. وهو المخزن المليء بإضاءات الحسنى والمنبع المتدفق بإمضاءات المحاسن والمعنى «القويم» الذي يحول التعرجات المنحنية من الضيق إلى «اتجاهات مستقيمة» من الفرج وهو «الضياء» الذي يضيء «مسارب» الغموم» وينير «مدارات» الهموم.
** المعرفة أداة «العقلاء» في ردع ترهات «الجاهلين» ووقف مهاترات «الفارغين» وهي المشرب البذخ الذي يغترف منه النبلاء والفضلاء ويروون به «واحات» الأدب ويسقون به «ساحات» الثقافة أهلها «صناع» الرقي وخاصتها «أهل» العلم وأربابها «علية» القوم.
** الإرث الحقيقي هو ما يخلده الإنسان من مناهج معرفية ومنهجيات ثقافية وما يبقيه من «منافع» وما يخلفه من «فوائد» وما يتركه من «عوائد» بين مجتمعه ووسط عالمه الأمر الذي يوضح «الفارق» الحقيقي بين البشر و»الفرق» الواقعي أمام التنافس..
** الصحافة «صوت» الإعلام المضيء و»صدى» المعالم» المستنير والضياء الذي لا يخفت والإمضاء الذي لا يتوقف والسطوع اللامع في «سماء» التفوق وإن توارى «الورق» فإن المهنة مستديمة والمهمة مستدامة وما «التقنية» إلا وعاء وسبيل وطريقة ووسيلة لاحتضان هذه الحرفة الشامخة السامقة والتي لا يعرف طريقها ولا يمتطى صهوتها ولا ينزل ميدانها إلا المحترفون والمبدعون من أهل التخصص وذوي الخبرة.
** الإبداع مفهوم رفيع المعني له عدة شروط واشتراطات نسمع عنه كثيراً وهنالك الكثير ممن يتحدث به ولكن القليل من يعي بماهيته ومن المهم أن تكون ساحاته محصورة على البارعين من فرسان «النجاح» الذين يجيدون «العزف» على أوتار «الانفراد»..
** القيم هي «المرسى» الآمن الذي تنطلق منه وتعود إليه «قوافل» الفلاح ومن ينابيعها ترتقي الأمم وتعلو المجتمعات وتتجلى مقامات «السواء» وتتلاشى مخططات «السوء» ومن أصولها تبنى صروح «المنجزات» أمام بصر «الناظرين» وحول نظر «المبصرين» وهي «السمو» و»الرقي» الذي يتميز به «الفرد» وتتشرف به «الجماعة».