عبد العزيز الهدلق
صدر مؤخراً قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بزيادة عدد اللاعبين غير السعوديين في الفرق المشاركة في دوري روشن للمحترفين إلى (11) لاعباً لكل فريق. 8 لاعبين أجانب بأعمار مفتوحة، ولاعبان اثنان أجنبيان مواليد 2003، ولاعب واحد مواليد السعودية.
وماذا بقي للاعب السعودي؟ أين سيلعب؟ وأين سيجد فرصته؟ يبدو أن اتحاد الكرة مع هذا التوجيه يسعى لأن يكون دوري «يلو» هو ساحة وميدان اللاعب السعودي. أما دوري روشن فهو مخصص للأجانب فقط.
اتحاد الكرة وهو يرفع عدد اللاعبين الأجانب في كل موسم من (6) إلى (7) ثم إلى (8)، والآن إلى (11) لا يوضح أسباب ودواعي هذا التوجه. ولا يكشف إن كانت هذه القرارات نتاج دراسات فنية، وأنها رأت أن هذا يصب في مصلحة الكرة السعودية ومصلحة المنتخب الوطني. رغم أن مدرب المنتخب السابق هيرفي رينارد طالب بتقليص عدد اللاعبين الأجانب لأن التوسع يحجب الفرصة عن اللاعب المحلي الذي هو عماد المنتخب، وكذلك قال المدرب الحالي مانشيني، وقاله الكثير من المدربين الوطنيين. وإذا كان هذا هو الرأي الفني فلماذا يسير اتحاد الكرة بقرارته في اتجاه معاكس؟
لقد كان يجدر باتحاد الكرة وهو يصدر مثل هذه القرارات أن يعقد مؤتمرات صحفية، عند الإعلان عن هذه القرارات، يوضح موقفه منها، وأسبابها ودواعيها، ويجيب على أسئلة المتخصصين والخبراء والإعلاميين في هذا الشأن.
ولكن واضح أن اتحاد الكرة لا يملك إجابات مقنعة على الأسئلة المتوقعة لذلك ابتعد عن عقد المؤتمرات الصحفية، واكتفى بإصدار القرارات.
ومثلما حدث بشأن اللاعبين الأجانب فقد أصدر الاتحاد قراراً بخفض عدد اللاعبين في قائمة كل فريق إلى (25) بدلاً عن (30), وهذا القرار من شأنه إجبار بعض الأندية التي تمتلك لاعبين مميزين بالتخلي عنهم وهذا يضعف دكة تلك الأندية، ويضعف حظوظها في المنافسة على أكثر من بطولة. وقد رأينا فريقاً مثل الهلال ينافس محلياً في كل البطولات وآسيوياً ويتصدر، رغم غياب لاعب كبير من فئة (A) بحجم نيمار، وأحياناً يضاف إليه في الغياب سافيتش، ومالكوم، ونيفيز، أو لاعبين محليين مثل سلمان الفرج، أو سالم الدوسري، أو سعود عبدالحميد، أو علي البليهي، ومع ذلك يبقى منافساً ومتصدراً، والسبب هو قوة دكة البدلاء لديه، وتعدد الخيارات أمام المدرب. أما بعد قرار التقليص فسوف يتأثر الهلال، وتتأثر دكة البدلاء لديه، وسيفقد الكثير من العناصر المهمة التي كانت تسند الفريق في أزماته، عند غياب النجوم الأساسيين للإصابة أو الإيقاف، أو عند رغبة المدرب في التدوير للمحافظة على جهد اللاعبين وتجنيبهم الإرهاق، وإصابات الإجهاد.
وربما، بل حتماً أن قرار تقليص اللاعبين في القائمة، وزيادة عدد اللاعبين غير السعوديين إلى (11) يسعد بعض الأندية الفقيرة في النجوم المحليين. والتي عجزت لسنوات عن المنافسة وتحقيق البطولات، وجاءها الفرج برفع عدد اللاعبين غير السعوديين إلى (11) لاعباً، بما يعني استطاعة أي نادٍ صناعة فريق كامل وقوي خلال فترة تسجيل واحدة باستقطاب (11) لاعباً غير سعودي دفعة واحدة, بدلاً عن الاهتمام بالنشء ورعايتهم وتدريبهم على أعلى مستوى، وفتح المدارس والأكاديميات التي تكلف مبالغ طائلة، ونتائجها بعيدة المدى. أما تشكيل فريق ومنافس محلياً وآسيوياً فلا يستغرق سوى شهر واحد فقط. ويتحول الفريق (بالمال) من عادي أو ضعيف إلى قوي ومنافس.
هذه القرارات من شأنها أن تجبر الأندية على التخلي عن مشاريعها بالتوسع بافتتاح المدراس والأكاديميات، وتتجه للأجنبي الجاهز، فذلك أوفر لها اقتصادياً، وأسرع بناءً وصناعة لفريق قوي. وهذا التوجه يتناقض مع أهداف اتحاد الكرة وخطته الاستراتيجية التي أعلنها قبل سنتين.
زوايا
** الذي حدث للاتحاد أمام النصر أخطاء تحكيمية مرعبة. أساءت لكرتنا السعودية، ولشرف منافساتنا، وللمشروع الرياضي الوطني الكبير. ومن الصعب أن تمر أحداث تلك المباراة التحكيمية مرور الكرام أمام اتحاد الكرة دون أن يكون له رد فعل ويتخذ إجراءات تضمن عدم تكرار تلك الكارثة، وأولها منع الطاقم كاملاً من تحكيم مباريات دوري روشن وعلى رأسهم المتواجدون في غرفة الفار. وثانيها إعطاء اختيار الحكم الأجنبي اهتماماً كبيراً، والتدقيق في كفاءة عناصره.
** هل حلل اتحاد الكرة الأخطاء التحكيمية التي حدثت في مباراة الاتحاد والنصر، وحدد أسبابها؟ فتلك الأخطاء كانت مستفزة لجمهور الاتحاد إلى درجة غير معقولة. وهل درس الاتحاد لماذا كانت الأخطاء في اتجاه واحد، وعلى فريق واحد؟.
** لماذا لم يتم اختيار اللاعب سلطان الغنام للمنتخب المشارك في كأس آسيا؟ هل فواز الصقور الذي اختير بدلاً عنه أفضل منه؟ وكذلك المدافع عبدالإله العمري.
** مافعله الحكم محمد الهويش من حزم وصرامة تجاه من حاولوا هز شخصيته كحكم يجب أن يكون منهجاً لكل حكم ينشد النجاح. فالصافرة المرتعشة لا تصنع نجاحاً.
** كمية الدفاع عن رونالدو والهجوم على الحكم الهويش بسبب بطاقة صفراء تعكس حجم «الجهل» بقانون كرة القدم، وحجم «التعصب»، وأنه مقدم على مبدأ تطبيق القانون. ومقدار «الحماية» التي يحاول البعض تسييج رونالدو بها لمنع أي تطبيق عادل للقانون تجاهه.
** النصر اختار الحكم المحلي حكماً لجميع مبارياته في كل المنافسات، وبعد كل مباراة تصدر أصوات نصراوية في كل وسائل الإعلام متذمرة من أداء هؤلاء الحكام وتضرر النصر منهم، ومع ذلك لا يتم استدعاء النصر لحكام أجانب.
** الحكم محمد الهويش الذي أُنتقد بشدة على خطأ «دلهوم» الشهير، استحق الإشادة بعد حزمه وتطبيقه القانون مع رونالدو. فلا مواقف شخصية، ولا ميول تؤثر في تقييم الحكم. بل الأداء فقط.