منى السعدي
نمر بأماكن في كل يوم وشهر وعام، ونصادف فيها أشخاصاً وأعمالاً ومهام تُصاغ بالوفاء وجميل الأثر في حياتنا، أيامنا مليئة بالتجارب ولكل تجربة حكاية ترويها لنا سطوع الشمس الشارقة وأكواب القهوة المُسِرة وحبر الأقلام فوق المكاتب التي تنتظر من صاحبها أن يخط بها مسيرته الناجحة. لقد كتبت اليوم بشعور مختلف، لتجربة لي مختلفة، وبوجود أشخاص ذوي أثر طيب، لقد تعلمت منهم أنَّ التوجيه مَطلب والتقدير مكسب، وفي كل يوم نسير فيه لابد أن نَكُون أفضل من الأمس، وأن نسعى لبناء أحلامنا وتحقيق أهدافنا في عالم تسمو أرواحنا له، وتلك الروح تتسارع من أجلنا كالفهد لتصطاد لنا وسمًا نفتخر به وإنجاز نذكره في تلك الأماكن، والأجمل من ذلك أن تترك أثراً طيباً حيثما كنت، وكل فعلٍ تفعله اليوم سيعود لك في الغد.
لا تدع كل لحظة تمر مرور الكرام، بل اقتنصها واستشعر جمالها، مهما كانت تفاصيل صغيرة وأيامها قليلة، وأعلم جيدًا أن ممارسة الامتنان تزيد من سعادتك وتقاوم التوتر والقلق، إضافة إلى أنها تحسن علاقتك مع ذاتك ومع الآخرين.
الامتنان شعور عميق بالداخل ويمكن تعريفه بأنه: قدرة الشخص على أن يكون شاكرًا ويظهر الفضل لله ثم للإنسان وللأشياء من حوله.
ومن فوائد الامتنان هو استشعار بأنك قريب من الله بكثرة الشكر فيملأ قلبك بالرضا، وتزيد البركة في حياتك بوجود الوفرة، وتقديرك لما تمتلك وتقدر على الاستمتاع به أكثر.
نحن محاطون بأشخاص يساعدوننا في التحسين والتطوير وحتى إن كان تأثيرهم بسيطاً؛ لكن ذلك التأثير يكون إيجابيًا على أنفسنا وقد يكونون مقربين منا، أو حتى أشخاص لا نعرفهم، لكن الأمل والتفاؤل يتجدد معهم يومًا تلو الآخر.
لأن بيئة العمل هي أقل البيئات في تقديم الشكر والتعبير عن الامتنان؛ويرجع السبب إلى أن الجميع مشغولون بأشياء أخرى قد تنسيهم ضرورة إثارة مشاعر طيبة فيما بينهم، لذلك يتوجب علينا توعيتهم بأهمية ممارسة الامتنان يومياً، وأن نكون أكثر امتنانا بما لدينا، يساعدنا على أن نصبح أكثر حضوراً وتركيزاً في كل ما نعمله وننجزه.
وفي الختام: بالشكر والامتنان تدوم النعم؛ لذا عوّد نفسك على ذلك ولا تنس قوله الله عز وجل: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.