مها محمد الشريف
لا شك أن الأحداث والتحديات تتواصل مع دخول العام الجديد، وأخرى تلوح بظلالها في الأفق، وبعضها انطوى على خلل كبير في فلسطين والسودان وسوريا والعراق واليمن وليبيا، ومن الأهمية بمكان أن نستحضر تلك الحرب التي اشتعلت بين أوروبا والغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى وسرعان ما آلت إليه سياسة العقوبات والتراكمات عن توقف توريد القمح والحبوب بجانب تضاعف أسعاره، وأثره على اقتصادات دول متعددة.
واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية ينذر بتوسعها مستقبلاً وهذا ما سيجعل دائرته تتسع كثيراً وتفتح المجال لبوادر حرب عالمية على أرض أوروبا فالروس لن يتراجعوا، والغرب مازال يدعم أوكرانيا، ولكن إلى متى سيبقى الحال كما هو لا منتصر ولا هدنة ولا حل سياسي، فلن تبقى روسيا أسيرة للعقوبات أو بمنأى عن تأثيرها الواسع مستقبلاً، ولن تستطيع أوكرانيا الصمود لوحدها من خلال الدعم بالسلاح والمال، فقد تحتاج لدعم أكبر بوجود جيوش أوروبية معها وهو ما يعد خطراً كبيراً يزيد من إمكانية توسعها.
علاوة على ذلك، الواقع المؤلم الذي أخذ بالتجسد أمام عيون العالم وتأثيراته السلبية، على أمن فلسطين منذ عكفت إسرائيل بصورة منهجية على توسيع نطاقها وتقطيع أوصال غزة وقتل سكانها، وتداعيات إقليمية خطيرة في البحر الأحمر وتلك الملامح المتوترة على وجه العام الجديد، ففي ظل هذه الظروف الحرب قائمة ومستمرة في فلسطين وأمن وحياة الشعب الفلسطيني من أفدح الأخطار التي تلوح نذرها في الواقع المؤلم، ومحيط يشوبه التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة ثانية، ومساعٍ غربية دولية متلونة دائمة الحضور إلى جوار إسرائيل.
لا يقتصر الأمر على حدث بعينه، بل ينطبق الشيء نفسه على الدور الإيراني الذي يعمل من أجل استكمال المشروع النووي وتعزيز قدرته لمواجهة ضربة انتقامية أمريكية، وتوظيف الوكلاء الأساسيين بمهامهم الموكلة لهم، فيما لو تصاعدت التوترات في منطقة البحر الأحمر حيث مفاصل التحكم في ممراته المائية من مضيق هرمز وصولاً إلى مضيق باب المندب، حيث يشكل هذا الخطر هاجساً غربياً لما يحدث في البحر الأحمر بشاطئيه الآسيوي والإفريقي حتى أصبح بؤرة للصراع بين إيران والمحيط الإقليمي.
هل ستعرف البشرية ذات يوم معنى جمال السلام وقبح الحرب؟، بل متى سيحافظ هذا العالم على الأمن والعدل في ظل نهج العدوانية الإسرائيلية والسياسة الإيرانية، فهناك تناقض ومن العبث تجاهله في عمق المسألة السياسية.