محمد الخيبري
يترقب الجميع بالوسط الرياضي السعودي على وجه الخصوص والشعب السعودي كافة وبصفة عامة مشاركة منتخبنا الوطني في منافسات كأس آسيا 2023 ويتابع الجمهور السعودي معسكر منتخبنا الوطني التجهيزي في الشقيقة «قطر».
وتأتي اختيارات السيد «روبيرتو مانشيني» المدير الفني للمنتخب السعودي على رأس اهتمامات الوسط الرياضي من متابعين وإعلام وهو أمر معتاد يكون دائماً بين مطرقة المؤيّد وسندان الممتعض من تلك الخيارات الفنية والتي حتماً يراها المنصف أنها تصب في مصلحة المنتخب الوطني دون اعتبارات لأي آراء عاطفية تتنافى مع تلك الاختيارات.
ويأتي استعداد الأخضر السعودي متزامناً مع بداية فترة الانتقالات الشتوية والتي ضمنت للأندية التي تضم بين صفوف فرقها لاعبين محترفين دوليين عدم المساس بهم أثناء الفترة لأنهم دخلوا المنطقة المحرمة للتفاوض في معسكر المنتخب الوطني.
والفترة الإعدادية للمنتخب والتي تصحبها فترة توقف تعتبر طويلة نسبياً تتجاوز الأربعين يوماً تتوقف بها الكرة السعودية المحترفة عن الدوران والحركة طوال تلك الفترة.
ولكنها فترة نموذجية لإدارات الأندية في التفرّغ للبحث عن لاعبين يحسنون من بعض المراكز التي أصيبت بالضعف الفترة الماضية أو النقص نتيجة الإصابات طويلة المدى.
أيضاً و»خلال فترة التوقف» لن يتوقف الجمهور السعودي الشغوف من مطاردة كل شاردة وواردة من أخبار متطايرة حول الحراك الاحترافي للأندية خلال «الميركاتو الشتوي» الحالي والذي حتماً سيصحبه تعاقدات واستبعاد للاعبين محترفين ستأخذ النصيب الأكبر من التعاطي الإعلامي والجماهيري.
ومن الملاحظ أن «إرهاصات» الفترة القادمة ستكون في غاية السخونة وسط الأجواء الشتوية الباردة نظراً للحساسية الجماهيرية «المفرطة» تجاه أنديتها التي طرأت عليها تحديثات وتغييرات كبيرة وغير مسبوقة.
التفاعل الجماهيري في مواقع التواصل وارتفاع الأصوات بالمطالبات لإدارات الأندية إما بتغيير بعض الأسماء أو استقطاب أسماء معينة وأيضاً استبعاد أو رحيل أسماء أخرى ويصحب هذا التفاعل الكبير حراك إعلامي مترامي الأطراف للضغط على إدارات الأندية أو مؤازرتها وهو بلا شك يعتبر من الظواهر الصحية التي تخدم المنافسات الرياضية.
هذه التظاهرة الجماهيرية قد تكون اعتيادية في كل موسم غير أن هذا الموسم كانت مميزة بتميز الأحداث والتطورات الهائلة التي طالت الكرة السعودية والتي ستشهد إعادة تأسيس البنى التحتية لملاعب المدن الرياضية الرئيسية بالمملكة إضافة إلى استلام نادي «الهلال» لملعبه الخاص «المملكة أرينا» والذي يتمتع بخاصية «التكييف» كأول ملعب كرة قدم نموذجي بالمملكة العربية السعودية.
أيضاً ارتفاع المستوى الفني التنافسي بدوري روشن المحترف وتسليط الأضواء المحلية والدولية والاهتمام العالمي الكبير الذي حظيت به الكرة السعودية مؤشرات ومعطيات تساهم في حرارة الميركاتو الشتوي.
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والتي ستجعل الكرة السعودية «كمؤشر سوق الأسهم» الذي لا يمكن التنبؤ بصعوده أو هبوطه بعد عمليات التصحيح والارتدادات وتدفق السيولة المالية فيه.
وهذه المزايا تتصف بها معظم الدوريات الكبيرة في العالم وهو نتاج عمل احترافي كبير ينبع من سياسة حكيمة ورؤية فتية غير مسبوقة ستجعلنا نتربع على عرش العالم رياضياً في المستقبل القريب - بإذن الله.
استمرار الإثارة في وسطنا الرياضي بهذا الشكل هو ظاهرة صحية لا محالة يمتزج بها التنافس على الأفضلية ويكرّم بها الأفضل ويتم التصحيح لمن أخفق ويتم دعم من لم يدعم من قبل ويتم الاهتمام بمن يقدم عملاً مميزاً رغم قلة الدعم.
معادلات وحسابات دقيقة ومعقدة يتم حلها ودراستها بعناية والغرض منها استدامة التنافس وتساوي الدعم للجميع وإن كان بشكل تدريجي مقنن ومدروس.
قشعريرة
نحمد الله حمداً يليق بجلاله على سلامة الأمير الشاعر الأنيق صاحب السمو الملكي الأمير «خالد الفيصل» مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة «مكة المكرمة» وعلى نجاح العملية الجراحية التي أُجريت له.
ونسأل الله أن يجمع له بين الأجر والشفاء العاجل وأن يفرحنا جميعنا «حكومةً وشعباً « بخروجه من وعكته هذه سليماً معافى إنه على كل شي قدير.