أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
مُواجَهَةٌ..
والمَرايا ضَبابِيَّةُ البَوْحِ،
فاهَتْ بِأَنْبَلِ صَوْتٍ وصُوْرَةْ!
لَئنْ كُنْتَ تَحيا بِغابٍ غَريبًا،
ولا دَرْبَ،
أو كُنْتَ بَيْنَ قَطِيْعٍ مِنَ الجِنِّ،
لا اسْمٌ جَنِيْنٌ،
ولا مَلْمَحٌ مِنْ تَأَنْسُنِ ذاتٍ وسِيْرَةْ،
لِيَشْتَبِكَ الرَّأْيُ قَبْلَ السِّنانِ!:
بِحَيْثُ
تَراكَ سَرابًا سَرابا
بِقِيْعَةِ وَقْتٍ،
وأَنَّ السَّماءَ بِغَيْرِ سَماءٍ؛
فلا شَمْسَ..
لا بَدْرَ..
لا نَجْمَ..
ثَمَّ: تَراكَ تُفَتِّحُ مِنْ رَحِمِ الشَّكِ بابًا عُبابا!
مُجابَهَةٌ بَيْنَ دُنيا المَثاني:
وه?ذا.. وه?ذا:
قناعانِ..
فاهْتِكْ قِناعَيْكَ؛
عارٌ بِأَنْ يَلْبَسَ الصُّبْحُ غارًا مُعارا!
تِجارةُ أَزْيائنا كَمْ تَدُوْلُ،
شُعُوبًا/
عُصُورًا،
تَدُوْرُ بِنا أَلْفَ شَوْطٍ دُوارا!
تَبَصَّرْ، خَلِيْليْ، بِما راعَ كأسَكَ في كُلِّ حانِ!:
فما أَرْوَعَ المَرْءَ لَو عاشَ أَعْمَى..
ومَرْأَى الصَّباحِ كوَجْهِ (ابْنِ بُرْدٍ) صَبُوحًا!
وأَرْوَعَهُ كُلُّ عَيْنٍ عُيُوْنٌ،
إِذا طائرُ الشِّعْرِ غَنَّى:
«فَلَمَّا التَقَيْنا... ولَمَّا... ولَمَّا...»!
تَمَشَّى بِهِ الوَطَنُ الحُلْمُ بَيْنَ المَحاني الثَّمانِي:
فَخُوْرًا بِرُؤْيَتِهِ في عُيُوْنِ بِلادٍ
تُكَحِّلُ جَفْنَيْ ضُحاها بِلَيْلِ سُراها..
تَنالُ بِمَحْضِ يَدَيْها،
بِلا رَغْوَةٍ،
مِنْ حَلِيْبِ بَياضِ المَعاني!
ويَوْمَ اسْوِدادِ المَحاجِرِ،
تَفْتَحُ عَيْنَيْنِ في هامَةِ الصَّخْرَةِ البِكْرِ،
مِنْ نَسْلِ أَعْمَى الزَّمانِ/ الطِّعانِ!
ويَمْضِيْ إِلى غَدِهِ الطِّفْلِ مُذْ أَمْسِ؛
فاليَوْمَ يَشْغَلُهُ أَنْ يُرَتِّبَ،
في جَدْوَلٍ واحِدٍ،
مَنْ سيَصْحُو عَلَى ناهِدَيها..
ومَنْ ذا يُسَرِّحُ مِنْ قافِلاتِ القَوافي الغَواني!