صيغة الشمري
كلما انقضى عام، تلوح بشائر النمو المستدام لاقتصاد المملكة، بتصاعد النمو في القطاعات غير النفطية، ما يشير إلى المضي في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 عبر خطط طموحة لتطوير الاقتصاد، وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، وتحسين جودة حياة المواطن.
ولم يمر عام 2023 مرور الكرام، إنما شهد نمواً قوياً لأنشطة الأعمال غير النفطية، وسط توقعات باستمرار النمو الإنتاجي غير النفطي في العام الجديد، وهو ما يعكس التصميم والإرادة لدى حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- في تثبيت أركان الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط مع تنويع مصادر الدخل وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، وتعزيز الابتكار والاستثمار للارتقاء بمكانة السعودية عالمياً، خصوصاً أنها تواصل مسارها التنموي النشط بهدف تحقيق مستهدفات رؤيتها الطموحة قبل الموعد المحدد.
ولفترة ليست بالقصيرة ظل الاقتصاد السعودي ينافس اقتصادات دول مجموعة العشرين من حيث النمو والازدهار، بينما حافظت الأنشطة غير النفطية على وتيرة النمو في خواتيم العام الماضي، في تأكيد على استمرار نجاح سياسة تنويع مصادر الدخل، حيث أثمرت الجهود الحكومية في تحفيز القطاع الخاص المحلي وزيادة حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية، ليفوق معدل النمو الإجمالي توقعات المؤشرات الدولية، بعد تنفيذ برامج قوية وهادفة مثل برنامج «شريك» الذي يعزز دور القطاع الخاص ورفع مساهمته في الناتج المحلي، ونقل التقنية وتوطينها والابتكار، وتعزيز قدرة المملكة على المنافسة العالمية.
الناظر لمختلف القطاعات يجدها حققت العديد من المنجزات في الفترة الماضية تماشياً مع رؤية 2030، حيث حققت الهيئة العامة للنقل خلال العام الماضي قفزات نوعية وعززت مكانتها الرائدة في منظومة النقل والخدمات اللوجستية، متوجة عامها بترسيخ مكانة المملكة وتأكيد حضورها الدولي، بإعادة انتخابها لعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية لعامي 2024 - 2025م. في وقت حققت فيه الهيئة العامة للطيران المدني إنجازات مشرفة على صعيد السلامة وأمن الطيران والناقلات الجوية والحلول الذكية وتطوير المطارات، وتحسين تجربة المسافرين وحمايتهم، وفق أحدث النظم والمعايير العالمية، مما يعكس ريادة المملكة عالمياً في صناعة النقل الجوي.
وهذه نماذج فقط لنجاحات تحققت على المديين الطويل والقصير في مختلف المجالات، لتؤكد المملكة أنها قادمة لتكون في مقدمة دول العالم من كافة النواحي، بسواعد فتية مخلصة وعقول ذكية خلاقة، وجهود لا تخطئها العين للوصول إلى القمة.