احمد العلولا
بعد غياب دام 27 عاماً، ومن منتجع شاطيء سيلين على ضفاف الخليج العربي حيث جمالية وهدوء المكان، وتوفر كل إمكانيات وأدوات التأمل والراحة النفسية والاستقرار الذهني والبدني، حل منتخبنا المتحفز في ذات المكان خلال مشاركته في مونديال قطر العالمي، وهو يسعى جاهداً نحو استعادة ذلك اللقب المفقود الذي توج به ككبير للقارة الصفراء في ثلاث عواصم ( سنغافورة - الدوحة - أبو ظبي ) ويأمل أن يحقق الرابع من دوحة الخير، دوحة تميم للمرة الثانية، منتخب مانشيني الإيطالي، المدير الفني سيواجه أصعب اختبار له في حياته، وفي النهاية ( يكون أو لايكون ) بعد أن تعرض لبعض النقد عقب اختياره العناصر الفنية التي يعتبرها سلاحه الأول والأخير في خوض معركة الكأس الآسيوية، أيام أربعة فقط، وعندها تبدأ كتابة فصول رحلة السعي للفوز باللقب الرابع ، بالتوفيق لمنتخبنا، وسامحونا.
السعدون.. من طرد دولة الكيان
بكل تأكيد، معظم الجيل الحالي ممن تقل أعمارهم دون الستين، لايعلمون بأن دولة الكيان الصهيوني كانت لاعباً أساسياً في كأس أمم آسيا، وقد سبق لها الفوز باللقب، وقبل 48 سنة، وخلال مؤتمر كوالا لمبور - العاصمة الماليزية حدث القرار - القنبلة - طرد دولة العدو من المشاركة في البطولة حيث كانت 17 دولة مع القرار مقابل 13 صوتت لبقاء إسرائيل.
لكن من كان وراء هذا القرار؟
إنه رئيس مجلس الأمة الكويتي الحالي العم / أحمد عبد العزيز السعدون الرياضي المخضرم الذي سبق له أن ترأس نادي كاظمة واتحاد القدم، وبعد قرار الطرد سعى اتحاد القدم الصهيوني مطالباً بالمعاملة بالمثل في طرد السعدون باعتباره العدو الأول لرياضة دولة الكيان، وسامحونا.
10 أجانب داخل الملعب، واللاعب المواطن، (في المدرج يتفرج)
بحكم معرفتي في تاريخ الرياضة بالقصيم، كانت الأندية تعج باللاعبين من أبناء كل مدينة، ومن المستحيل أن تجد لاعباً من خارج المنطقة، ليس على مستوى كرة القدم بل في كل الألعاب، وبالتدرج، بدأت الأندية تستقطب لاعبين من خارج المنطقة، ولكن عن طريق ( الرحلات المتتابعة ) بمثابة ( الطبيب الزائر ) يحضر للمباراة بنفس اليوم يشارك ويغادر مقابل مبلغ محدد، وتبدل الوضع بعدها، ففي يوم المباراة تخرج سيارات من حواري الرياض تمثل بعض فرق القصيم وتعود من الملعب مباشرة، واليوم بدأت عملية تغييب وتهميش اللاعب السعودي بقرار زيادة عدد المحترفين الأجانب، لذا من المؤكد جداً بأن أعداد اللاعبين المواطنين ستقل بالتدريج بسبب قلة فرص المشاركة، وعليه سيتخذ من المدرجات موقعاً كي ( يتفرج ) هذا إن لم يقرر الاكتفاء بمتابعة المباريات في ( الاستراحات ), فضلاً يرجى إعادة النظر في القرار من أجل مصلحة الكرة السعودية، ليس إلا، وسامحونا.
الأسطورة، الإمبراطور، صالح النعيمة
يستحق الصديق العزيز الكابتن / صالح النعيمة صخرة الدفاع بمناسبة كأس آسيا الثامنة عشرة، التذكير بنجوميته على صعيد القارة، إلى جانب لاعبين كبار قدمتهم تلك البطولة في فترات سابقة، يبرز منهم هداف المسابقة الإيراني / علي دائي صمام أمان دفاع الأزرق الفريق، الأخضر المنتخب، كان صخرة تتحطم عليها كل محاولات الاختراق وصولاً للمرمى، يشهد التاريخ بأن أبا فهد ظهر سداً منيعاً في سنغافورة وسجل هدفاً من ركلة جزاء وعاد في أبوظبي يذود عن مرماه الذي لم يسكنه إلا هدف، ونجح في تعزيز فوز الأخضر على كوريا الجنوبية بتسجيل هدف من ركلات الترجيح، الله يذكرك بالخير، صالح النعيمة وسامحونا.
بعيداً عن الرياضة
د/ صلاح، لن أقول وداعاً، ولكن إلى لقاء
غيب الموت الثلاثاء المنصرم، الأخ الغالي الصديق أبا أحمد د/ صلاح السقاء على أثر مرض عضال لم يمهله طويلاً، وهو الذي تشرفت بمعرفته منذ تمثيله فريق الرياض نهائي كأس الملك عام 1398هجرية أمام الأهلي، ومن ثم أصبحت عضواً في إدارة النادي وكان لاعباً، عرفت صلاح عن كثب، مخلصاً وفياً مقاتلاً داخل الملعب، في غاية الرقة والسلم خارجه، وجه باسم، ضاحك سافر إلى أمريكا وعاد كأول لاعب سعودي يتخصص في علم النفس الرياضي، له مشوار حافل مع جامعة الملك سعود، ونادي الرياض لاعباً ونائباً للرئيس، وكذلك مع اتحاد كرة القدم، صلاح السقا، مجموعة إنسان، عصامياً إلى حدٍّ كبير، مات معدماً، لم يكن يسعى نحو الشهرة وحب المال، وعلى سبيل المثال، كان يستقل سيارة ( خردة ) للجامعة، بينما طلابه يمتلكون سيارات غالية الثمن، وكان يقول، هدفي العلم وحققته، والوجاهة لغيري ولست طامعاً فيها، رحل عن دنيانا الفانية، وهو في قمة الخلق شاكراً ربه أن ابتلاه بمرض الفشل الكلوي، وهو يتألم، كان يقول لمن حوله، الحمد لله أنا بخير.. رحمك الله د / صلاح وغفر لك، وجمعنا الله بك في الفردوس الأعلى من الجنة، ( إنا لله وإنا اليه راجعون ).