سهوب بغدادي
نشر أحد الأشخاص في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا يبحث فيه عن حل لمشكلة المدفأة التي يتراكم فيها الرماد فيشكِّل طبقة عنيدة من التصبغات من الداخل، وتكدر لون جدران المدفأة، وقال الشخص «لم أدع أي مادة منظفة في الأسواق لكي أتغلب على هذه الإشكالية، بل إنني استخدمت الأقوى منها، ولكن دون فائدة، بعدما شعرت باليأس، تذكرت مقولة داوها بالتي كانت هي الداء، فما كان مني سوى أن أجرب صحة المقولة بنفسي، فقمت بمسح خرقة مبللة بالرماد من ثم باشرت تنظيف الطبقة العنيدة والرواسب، المفاجأة! ذهبت كل الرواسب وعادت المدفأة لحالتها الأولى، أليست أغلب مشاكلنا على ذات الشاكلة؟ فالمشاكل التي تعترضنا تجعلنا ننغمس فيها ونغمر أنفسنا في التفكير الممتد لأبعاد شاهقة، كل ذلك لنجد حلاً من زوايا مختلفة ووسائل خارجية، لا بأس في طلب المساعدة من الأشخاص المناسبين وبالطرق الملائمة، إلا أن الحل قد يكون لصيقاً للإشكالية، أو على مقربة منها، ويتطلب منك البحث القريب قبل البعيد، وتبسيط الشأن قبل تهويله بهذا الشكل، وقد يكون الفشل ظاهره سلبياً وركاماً وحطاماً إلا أن باطنه أول فرصة للنجاح، وذلك الوجع في القلب والكسر نذير ببدء حالة الإنعاش لقلبك الحي الميت، وهؤلاء الفارون من حياتنا دون حول لنا أو قوة أو بدون سابق إنذار يقدمون لنا أكبر معروف لكي يهيئوا المكان للأجمل والأكمل والأقرب، كل ما علينا يكمن في الإيمان، الإيمان بحكمة الله وتدبيره، والثقة به جلَّ جلاله وبالخير الذي يحفنا في جنبات حياتنا والخطوب، والتفكير بتلك العقلية الأخاذة التي تجعل كل سلبي إيجابياً أو -على الأقل - محايدًا.
«توقفتُ عن الاهتمام بأي شيء فتلاشت كل المشاكل» دوستيوفسكي