أحمد المغلوث
اعتدت كتابة هذه الزاوية يوم السبت والأحبة في إدارة التحرير يتيحون لك الفرصة لإرسالها قبل صلاة الظهر من يوم الأحد ولكن تأتي ظروف غير متوقعة فتغير برنامجي اليومي. أجلس الآن أمام شاشة كمبيوتر مكتبي وأمامي قائمة أفكار مختلفة وعليّ اختيار واحدة منها لأبدأ الكتابة فوراً. وحرت فيما أكتب هل أكتب عن «هل يقدرك الناس» أم عن ليالي القيصرية ومهرجانها المثير للبهجة والذي أبدعته أمانة الأحساء أم أكتب عن استمرار التدمير الإسرائيلي الهمجي على غزة المنكوبة ومعاناتهم اليومية أم أكتب عن حيرة الأدباء والكتاب في العالم من مشاهير أو محررين في المجلات والصحف وتذكرت ما كنت قد قرأته فيما مضى من زمن عن بعض الكتاب وطقوسهم الغريبة والعجيبة خلال الكتابة وكما يقال والعهدة على القائل أو الكاتب فمارك توين يكتب في السرير وهمنغواي يكتب واقفًا وفيكتو هيجو فهو يكتب وهو يدخن. لا لا لن أكتب عن طقوس الكتابة فهي تحتاج لا لزاوية محدودة الكلمات وإنما لكتاب كامل يسبر غور طقوس المشاهير ورحت أفرك وجهي كأني أستدعي فكرة جديدة جديرة بالنشر يجيزها المشرف على «الرأي» وتطلعت إلى الشاشة الناصعة البياض وشعرت أنها تكاد تقول لي. حسنًا افرض أنك سوف تشارك بالحضور في احتفالية «جامعة الملك فيصل» بمناسبة مرور خمسين عامًا على افتتاحها ألم تكن موجودًا في ذلك اليوم ألم تتشرف بتقديم لوحة لجلالة الملك خالد رحمه الله لماذا لا تكتب حكاية مختصرة عن ذلك وكيف خطرت لك فكرة اللوحة وكيف استطعت الوصول باللوحة لمقام جلالته. وكيف نشرت صحيفة «اليوم» صورة للوحة في صفحتها الأخيرة فراحت الشاشة تواصل حديثها الهامس وهي تقول لا تتردد لو أنا من المسؤولين عن برنامج «الاحتفال» لقمت على الفور بتسجيل لقاء معك لتتحدث عن ذلك فأنت قبل وبعد شاهد على حدث هام وتاريخي جدير بالإشارة إليه و توثيقه. فرحت أردد بيني وبين نفسي لاشك أنني لن أتردد عن كتابة ذلك وسوف أنشر صورة اللوحة وحكايتها ابشري أيتها الشاشة المضيئة. وإذا بالشاشة تقول بصوت خفيض: يبدو أنك نسيت أو تناسيت حدثًا هامًّا شاركت به في هذه الجامعة العريقة والمتميزة على هامش ندوة النخيل الأولى. ورعاه مدير الجامعة أيامها معالي الأستاذ الدكتور محمد سعيد القحطاني. والذي افتتح ورعى معرضك الأول للوحاتك على سعف النخيل «الخوص». والذي كان حدثًا هامًّا أيامها. وكيف أعجبت لوحاتك الوفد الجزائري وغيرهم من المشاركين فيها،أشادوا بهذه التجربة التي وظفت فيها خامة بيئية. فرحت أرد عليها شاكراً لا لم أنسَ فمازالت ذاكرتي ولله الحمد وبفضل من الله بعافيتها وأرشيفها المكتنز بالأحداث والفعاليات والمشاركات. بل إنني ومن خلال هذه الخامة البيئية دعيت لمعارض دولية في فرنسا حيث عرضت مجموعة من اللوحات في جامعة «السربون» وكذلك في إحدى القاعات الكبرى في ميامي فلوريدا. حيث نقل المعرض بعد نجاحه. وأدركت الشاشة الصمت وشرد خيالها بعيدًا وتركتني أكتب ذلك في هذه الزاوية لتكون على هامش احتفال جامعة الملك فيصل بيويلها الذهبي والتي أحمل لها أجمل الذكريات مع مدراء ووكلاء الجامعة السابقين أمد الله في أعمار من هم على قيد الحياة ومتعهم بالصحة والعافية ورحم الله من رحل إلى دار البقاء.