ليلى أمين السيف
ينصحك الجميع أن تتزوج لكي تنجب أطفالاً يحملون اسمك وتتسلَّى معهم ويمكنك تغيير جو معهم بدلاً من أن تعيش وحيداً أو لتكون عائلة وكل له أسبابه من الزواج أو الإنجاب.. ومن غير الخوض في تفاصيل مسؤولية الأبناء وإنجابهم سأتحدث عن موقف واجهته مع وبعد التعارف علمت أنها لم تنجب برغبتها هي وزوجها واتفاقهما على ذلك رغم خلوهما من الموانع وأردفت أنها بعد إلحاح والديها احتفظت بكم بويضة لها احتياطاً.
وسأترك لكم التعليق على آرائها.. فقد قالت لي: إن كان الإنجاب سنة الله في هذا الكون فهو في النهاية فرع وليس أصلاً. فالزواج هو الأصل وهو السكن وهو الفطرة التي أوجدها الله لتكون تحت مظلة من الشرعية الاجتماعية والدينية تلبية لنداء الفطرة.
كثير من الناس يتزوج لأجل الإنجاب والكثير من هؤلاء تفشل علاقتهم الزوجية لأن الاختيار لم يكن صحيحاً.. يقولون لك تزوج لتنجب ويكون لك أبناء ليسندوك في هذه الحياة وأنتِ الحقي نفسك قبل أن تنضب بويضاتك فلا تستطيعين الإنجاب.
متفقة أنا معها أن العلاقة الزوجية هي المطلب الأسمى، فسبحانه وتعالى خلق حواء من ضلع آدم رغم وجوده في الجنة ولم يخلق له أطفالاً فما معنى ذلك. ولهذا كان الزوج/»ة» الصالح/»ة» متاع الحياة الدنيا. صحيح أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا ولكن الزينة قد نستغني عنها بإرادتنا وقد نهلك أنفسنا جرياً خلف كل أنواع الطب للإنجاب وطلباً لذرية صالحة إن شاء الله .هناك من الأزواج من قدر عليه رزقه فلم يرزق بالأبناء وكان اكتفاؤه بشريك الحياة أسمى سعادة.
أكملتْ قائلة: أنا أعمل أنا وزوجي وفي العام نسافر مرتين نستمتع بحياتنا.. ننام متى نحب.. ليس هناك من يوقظنا في منتصف الليل لنهرع به إلى الطبيب ولا نستجدي فلاناً وعلاناً كي يراعي طفلنا إذا كان مريضاً وعلينا العمل أو الذهاب لمناسبة ما، لن نشكو لأحد أن أبناءنا هجرونا بعد أن تعبنا عليهم وأرهقنا أنفسنا معهم. وفوق كل ذلك نحن نعيش في العالم العربي والإسلامي على وجه التحديد، حيث إنجاب الأبناء أصبح مشكلة للوالدين فأن تنجب طفلاً عليك أن تعلم أنك ستكون قادراً -بعد الله - على إعالته وتدريسه وتربيته والقيام بكل الواجبات تجاهه مادياً ونفسياً وعقلياً.. التربية ليست أكلاً وشرباً ونوماً.. وجيبيهم مع بعض ترتاحي بعدين
لن أنجب حتى أتأكد أنني قادرة أنا وزوجي على تربيتهم على الوجه الذي يرضي «الله» أتمنى من كل زوجين أن يعرفا أن إنجاب الأبناء أمانة وفي هذا الزمن مسؤولية كبيرة يحاسبنا الله عليها إن فرطنا ونحن نعلم فعلينا أن نتقي الله فيهم وفي أنفسنا.
أنا أعيش مع زوجي وأستمتع معه بكل لحظة. نحن متفاهمان.. صديقان قبل أن نكون زوجين.. نحن عائلة متكاملة بذاتها.. إن أراد الله لنا أن ننجب سوف ننجب ونحن نحب بعض ونشتاق لبعض ووجودنا مع بعض لأننا نريد ذلك وليس من أجل شيء آخر.. حتى أولئك الذين يستمرون في حياتهم الزوجية من أجل الأبناء مستمرون وفي قلوبهم مرارة وأنفسهم تتوق لحياة زوجية سعيدة وشريك حياة متفهم ولن يسعد الأبناء أبداً وسط أسرة تعاني فيها أمهم أو يتعذب أبوهم كل ليلة لأجلهم.. وكم من زواج دام عشرات السنين ثم باء بالطلاق ولم يستمتع شريكا الحياة بعضهما ببعض.. أحسنوا اختيار شركاء الحياة أولاً فهم من ستعيشون معهم عقوداً من الزمن وسيأتي عليكم وقت لن يكون معكم فيه الأبناء «من غير شر» فهم سيشقون طريقهم وسيعيشون حياتهم، فهذه سنة الله في الكون.
{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.