عبد العزيز الهدلق
بعد تكليف معالي الأستاذ تركي آل الشيخ رئيساً لمجلس إدارة هيئة الرياضة 2017، وبدئه عمليات إعادة تنظيم جهاز الرياضة كاملاً من هيئة ولجنة أوليمبية وأندية، وظهور حزمه الصارم في محاسبة المتجاوزين، انتشرت جملة «الآن تساوت الرؤس». وكان يقصد بها نادي الهلال، في تأكيد لترويجاتهم المضللة السابقة بأن الهلال له حظوة. وقد رأينا في تلك الفترة الحازمة أن أصحاب تلك العبارة هم من دفع ثمن الحزم والصرامة، فأقيلت مجالس إدارات، وأحيل أعضاء فيها لهيئة التحقيق والادعاء العام، وأحيلت تخص تلك الأندية لديوان المراقبة العامة للنظر فيها. وكان الهلال هو الوحيد الذي لم يجد فيه المسؤول الصارم أي مخالفات مالية أو إدارية. وصدرت قرارات بإيقافات وشطب إداريين، منتمين لأندية الآن تساوت الرؤوس.
وواصل فريق الهلال سطوته وسيطرته على البطولات المحلية والخارجية.
واليوم وبعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة الكبرى عادت عبارة «الآن تساوت الرؤوس» للظهور من جديد. وبعد استقطاب جميع الأندية على نجوم عالميين من فئة (A) عدا الهلال، ارتفعت أصوات محبي وعشاق الهلال مطالبين بمساواتهم مع الآخرين باستقطاب لاعب من تلك الفئة المميزة. وجوبهت تلك المطالبات الهلالية بحملات مضادة ممن حصلوا على لاعبين من فئة (A) مضمونها أن الهلاليين «يصيحون» بعد أن تساوت الرؤوس, تخيلوا, لا تتساوى الرؤوس في نظرهم إلا بحصولهم على امتيازات يحرم منها الهلال. وجاء نيمار تحقيقاً لعدالة الاستقطاب. ولم يستمر طويلاً فقد شارك في (5) مباريات وأصيب بالرباط الصليبي وانتهى موسمه مبكراً. ولكن لم ينته موسم الهلال، فقد واصل المنافسة محلياً وآسيوياً وتصدر بفارق كبير دون نيمار، وبلاعبين أجانب من فئة (C)، وأذهل المتابعين من نقاد ومحللين وجماهير. وقدم أجمل وأقوى أداء، وتصدر جميع الأرقام بل وحطمها.
وسيبقى الهلال في المكانة العالية التي صنعها له محبوه وعشاقه منذ تأسيسه، ينافس في الملعب فقط، ويترك الضوضاء والصياح والضجيج لمن يجيد تلك الأفعال، لأنه يجد فيها متنفساً لخيباته في الميدان.
لقد سقطت أكاذيب الحظوة التي يتمتع بها الهلال، ودفنت عبارات التضليل، بأقوالهم، فهم منذ سبعة مواسم يرددون «الآن تساوت الرؤوس» ويبقى الهلال في القمة، ويزداد قوة وعنفواناً. حتى وصل مكانة لا يمكنهم بلوغها أمد الدهر، وهي وصيف أندية العالم. فهذه المكانة وصلها الهلال في مرحلة «الآن تساوت الرؤوس».
ويحق لكل محبي الهلال وعشاقه ولكل من عمل في هذا النادي، ولعب له أن يفخر بما حققه على مدى (66) عاماً، من إنجازات جعلته الأول بلا منازع محلياً، والأول آسيوياً والثاني عالمياً بعد الملكي ريال مدريد.
ومن حسن حظ الهلال أن منافسيه استسلموا منذ وقت مبكر، وفضلوا منافسته في الإعلام بالضوضاء والضجيج، حتى أنهم سموا أنفسهم «ملوك الطقطقة» وهم كذلك فعلاً. فهذا هو الميدان الذي برعوا وتفوقوا فيه. ولن يستطيع أحد منافستهم فيه أو التفوق عليهم.
وخلال مسيرة (66) عاماً من عمر الهلال تزينت خزائنه بمختلف أنواع البطولات والكؤوس، والإنجازات المحلية والقارية والعالمية. وتبقى بطولة كأس المؤسس التي حققها عام 2000، ولقب وصيف أندية العالم، منجزات ذهبية مضيئة لا يمكن لأي منافس أن يصل إليها.
ولم تستطع الدعاية السوداء التي كانت توجه ضد الهلال بشكل مركز ومكثف من عدة جبهات من التأثير عليه، أو عرقلة مسيرته، فقد تعاظمت بطولاته، وتضاعفت جماهيريته على امتداد الوطن العربي. وأصبح من يتبنى الدعاية السوداء وينفخ فيها يخجل من عمله، وهو يرى هذا التأييد والإعجاب العربي والعالمي بالهلال. ولأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة كان رئيس الفيفا جياني انفانتينو يشيد بالهلال وبما يقدمه أمام عمالقة أوروبا وأمريكا الجنوبية، فقد أحرج تشلسي في كأس العالم 2022, وأخرج فلامنجو البرازيلي في كأس العالم 2023، وصعد للنهائي وقدم مباراة للتاريخ أمام بطل أوروبا التاريخي ريال مدريد وحصل على المركز الثاني في العالم.
زوايا
** عندما تكون للمنتخب مشاركة رسمية فإن جميع الجهود يجب أن تنصهر لخدمته، وجميع المشاعر يجب أن تتوحد لدعمه، ولكن ما يؤسف له أن هناك من يتحين مثل هذه المناسبات ليثير التراشق بين جماهير الأندية، ويثير تشاحنها، ويجعل المنتخب مادة لتفريغ الاحتقان ومشاعر التعصب لديه. فمن أثار هذه الأيام أحداث مباراة السعودية واليابان (عام 2000) وضربة الجزاء التي أهدرها حمزة إدريس لا يريد خيراً في المنتخب. فالأولى في مثل هذه المناسبات إثارة الموضوعات التي تمجد الأخضر وتستذكر انتصاراته وبطولاته. للأسف حدث ذلك في قناة الوطن.
** اتحاد الطائرة قرر خفض عدد اللاعبين الأجانب، وبرر ذلك القرار بأنه لمصلحة المنتخب، فيما اتحاد القدم يرفع عدد الأجانب من موسم لآخر. ولم يوضح لمصلحة من؟
** إخفاقات فيصل عبدالهادي عندما كان في اتحاد الكرة وفي المنتخب لا يمكن أن تنسى، فقد كانت حقبة نسأل الله أن لاتعود لما فيها من فشل. وقد عاد هو للمشهد بعد غياب ليذكر بتلك الحقبة الكئيبة، عندما تحدث بكل سوء عن المنتخب واللاعبين وكيف خسرنا بطولة كأس آسيا عام 2000. فإذا كانت هذه هي حقيقة مشاعره اليوم تجاه لاعبين تعامل معهم قبل 24 عاماً، فما هي مشاعره تجاههم عندما يكون بينهم؟
** في عام 2007 طلب اتحاد الكرة بمملكة البحرين مشاركة اللاعبين سامي الجابر ونواف التمياط مع المنتخب البحريني في مباراة ودية أمام انترميلان الايطالي، ووصل الخطاب لاتحاد الكرة السعودي ولكن الأمين العام رشح حمزة إدريس بدلاً عن نواف التمياط. كما وصل خطاب تأكيدي من الاتحاد البحريني لنادي الهلال بهذا الخصوص، لكن الأمين العام هدد لاعبي الهلال بالإيقاف إن سافرا للبحرين وشاركا في المباراة.
** في فترة ما (وحقبة ما) استطاعت بعض الأندية تسجيل لاعبيها الأجانب محلياً رغم أنهم لازالوا مقيدين في أنديتهم الأجنبية, وفي فترة ما تمكن أحد الأندية من تسجيل لاعب أجنبي خارج فترة التسجيل بديلاً عن لاعب مصاب إصابة مزمنة, ليفاجأ الجميع أن صاحب الإصابة المزمنة يلعب في بلاده في نفس الأسبوع, والذاكرة مليئة بالفواجع والكوارث والبواقع التي كان بطلها واحداً.
** بعد عام كامل من مجيء كريستيانو رونالدو لملاعبنا ثبت أنه لن يستمر إلا مع النصر. وأن النصر هو المكان والبيئة المناسبة له، والتي تضمن استمراره.
** قامت قائمة الشبابيين عند انتقال حسان تمبكتي للهلال، والآن هناك ترحيب وتسهيلات لانتقال متعب الحربي للنصر, المسألة ليست مصلحة الشباب ولكن هلال ونصر داخل النادي.
** كانا رفيقي درب في المعاناة والمديونية المليونية، وفجأة ودع أحدهما الفقر والمعاناة، فيما الآخر لازال يعاني ويئن.