علي الخزيم
- قالوا: هل ثمّة ما يشغلك بعد صلاة العشاء؟ قلت: لا شيء، فأشاروا إليَّ بالاستعداد للخروج بنزهة عائلية، مؤكدين أنها ستروقني لما تتضمنه خطوات وسويعات النزهة من فواصل لافتة مشوقة، يعلمون أني أميل إليها، ولا أمل مشاهدتها كلما سنحت فرصة لذلك، فكان أن خرجنا كمجموعة عائلية تحُفّها البهجة والسعادة، وهذه قيمةٌ أساس للارتباط والوئام الأُسري.
- كان الموقع خلف الدائري الشرقي بالرياض قرب نادي منسوبي وزارة الداخلية، وهو تَجَمُّع عائلي للترفيه البريء واستذكار موروث الأجداد من أدوات منزلية وحرفية وطرق التَّسوق القديمة، وكذلك نماذج لألعاب الأطفال الجماعية والفردية وأدواتهم -آنذاك- للمرح واللعب، كما تتوافر بالموقع مَحَالّ لعرض الحلويات والبسكوت القديمة وما شابهها مما كان يستهوي الأطفال، غير أن هذه (الدكاكين) لم تلفت سوى كبار السن، أما الأطفال من الزوار فلا يعرفون تلك الأصناف من الحلوى!
- أنا هنا لا أقدِّم عرضاً ترويجياً للموقع الترفيهي العائلي؛ فالدخول إليه بلا مقابل مادي (بالمجان)، كما أن الزائر غير ملزم بشراء أي شيء معروض هناك، بمعنى أنك يمكن أن تدخل وتُمضِي ساعات من المتعة اللطيفة دون أن تخسر قرشاً واحداً، وما القصد إلَّا التنويه عن موقع تُشرف عليه الجهات الرسمية وتتوافر به وسائل ترفيه، تُعنَى بالتراث والثقافة الوطنية والعادات والتقاليد العريقة الجميلة من مناطق المملكة كافة، ومن بعض دول الخليج العربي.
- وللتّذكير فإن الدخول للموقع يلزمه الحجز على الموقع الإلكتروني بلا مقابل - وكما يبدو لي- إنه لمجرد ضبط حجم الاستيعاب ولقياس مدى الإقبال على مثل هذه البرامج الترفيهية الشعبية المحببة دوماً لدى كثير من الأُسر، كما أن الدخول يكون عبر بوابات إلكترونية تتابعها مجموعات من المُنظمين من الجنسين، فلا مجال للفوضى والغوغائية، غير أني لمست شُحَّاً بمواقف السيارات؛ وهذا من المشكلات التي تعاني منها كثير من المواقع الرسمية والأهلية نظراً للاعتماد شبه الكُلّي الآن على السيارات.
- سيجد كبار السن هناك ما يبعث كثيراً من ذكرياتهم الجميلة الطيبة بمسيرة حياتهم بمراحل الطفولة والشباب؛ إذ سيشاهدون ألعابهم القديمة وحلوياتهم الشهية وملابسهم الزاهية بصنوفها من كل منطقة، ورأيت الجدات يتوقفن ملياً أمام بعض الأواني والأدوات التي كُنَّ يستخدمنها أو مِمَّن سبقهن من الأمهات والجدات، وكانت سعادتهن غامرة حين أقيمت مناسبة تصويرية (تمثيلية) لزفة العروس وما يصاحبها من مراسم وأهازيج ودفوف كانت من أجمل المناسبات لديهم، فيما توجه كبار السن من الرجال لساحات الفنون الشعبية والعرضة.
- تتوافر بالموقع أكثر الخدمات الضرورية من أمن ودفاع مدني وإسعاف وغيرها، ويتوافد مئات الزوار من المواطنين ودول الخليج العربي وجاليات متعددة، والمحال كلها بمسميات تراثية محببة، كذلك مواقع ألعاب الأطفال بمسميات شعبية وتراثية جاذبة مشوقة، ويجد الزائر صنوف التراثيات والتحف والمُطرزات من أنحاء المملكة، أما المطاعم الشعبية فالتنوع المناطقي هو السائد بجانب أكلات خليجية، وهناك مسرح مفتوح جميل لتقديم ألوان الفنون الشعبية تحيط به مُدرجات فسيحة للجمهور، ولأن الكبار كانوا أسعد من الصغار هناك أستطيع القول بأنه بحق (سُوق الأولين).