فاطمة الصباح
الرقي ليس هندامًا ولا مظهرًا؛ بل الرقي رقي فكر وبلاغة حديث، ورفاهية أسلوب وتعامل، أسلوب من خلاله نصل إلى التطور والرفعة والتقدم نحو القمة؛ كذلك هو فكرك، حديثك، جلستك، أسلوبك، تعاملك مع الآخرين.. الرقي هو أن تهذب نفسك كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. من الرقي أيضًا؛ ألا تحكم على الأشخاص من خلال سماعك للآخرين عنهم؛ عملًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات:6)، تلك هي أخلاقياتنا كمسلمين، لن نتطور اجتماعيًا ولا فكريًا ولا حتى على الصعيد الشخصي إن كان تفكيرنا قاصرًا وعاجزًا عن صعود سلم الرقي.
في تلك الزاوية التي تحبها... جهز فنجان قهوتك، واستعد للبحث في أعماق قلبك، ثم حاول العثور على ما خفي من مشاعر تخشى انكشافها أمام الناس، وتذكر أن ثقتك بنفسك سلاحك ومكسب يساعدك على امتلاك تلك القوة التي بها تستطيع أن تواجه وترد على المسيء؛ مترفعًا عن سفاسف الأمور وانحدار الأخلاق.
ما استطعت الوصول إليه يسهل تغييره، وما دفن داخل الأعماق -بالمحاولة الصادقة والجادة- تستطيع أن تتلمسه، وتبدأ من جديد؛ لازالته كي نعيش تلك البهجة التي طال حجبها بين «أستطيع» و»لا أستطيع».
تستطيع أن تفعل ذلك؛ فالوصول إلى الرقي أمر غير مؤرق، والوقت متاح للتغيير ما دام هناك إرادة وإصرار وثقة؛ فالربيع يتحول إلى خريف ثم يعود ربيعًا من جديد. أجمل وأرقى أنواع التغيير هو أن تكون راقيًا بفكرك؛ فالفكر هو الطاقة التي تسمو بك من سفح الجبل إلى قمته.
زاوية - ملهمة:
من زوايا حياتك، توجد فرصة عظيمة من خلالها ستنجز كل ما هو يستحق، وتعيش من خلالها الانسجام والحب والعطاء.