عثمان أبوبكر مالي
تحد جديد يخوضه المنتخب السعودي الأول لكرة القدم خلال مشاركته في بطولة أمم آسيا لكرة القدم التي تنطلق بعد غدٍ الجمعة في العاصمة القطرية (الدوحة).
الأخضر لا يعد من المنتخبات المرشحة لتحقيق اللقب في هذه البطولة، وعلى الأقل لا يوضع على رأس قائمة المرشحين في هذه النسخة، وهذه من المرات القليلة جداً، التي لا يرشح فيها للبطولة وهي التي كانت (البطولة المحببة) له فترات طويلة، حيث حقق فيها اللقب ثلاث مرات (84م و88م و96م) وجاء وصيفاً أيضاً في ثلاث نسخ؛ كان آخرها موسم 2007م في (شرق آسيا) فيما غاب عن منصات التتويج في النسخ الثلاث الأخيرة، رغم إقامة نسختين منها في منطقتنا، (2011م في الدوحة، و2019م في أبوظبي) وكانت أستراليا استضافت نسخة 2015م التي خرج فيها الأخضر من دور المجموعات.
عدم وضع الأخضر ضمن قائمة المرشحين لتحقيق اللقب أمر مفهوم جداً، والأسباب مختلفة، أولها (وجود جهاز فني جديد) تولى المهمة قريباً جداً بقيادة السيد روبرتو مانشيني (إيطالي) والفترة القصيرة التي قضاها مسؤولاً عن المنتخب، بعد أن تم تعيينه مديراً فنياً للأخضر في نهاية شهر أغسطس الماضي، وخلال الأربعة الأشهر الماضية التي تولى فيها المسؤولية لعب الأخضر أربع مباريات (ودية) فقط مع مدربه الجديد، خسر في ثلاث منها أمام (كوستاريكا وكوريا الجنوبية ومنتخب مالي وتعادل مع منتخب نيجيريا) ولعب مباراتين (رسميتين) فقط، أمام منتخبي باكستان والأردن، حقق فيهما نقاطهما الست؛ ضمن الجولة الأولى من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026م.
أما أهم الأسباب فهو تزامن وقت البطولة مع انحسار اللاعبين (النجوم والمواهب) في المنتخب والكرة السعودية عموماً، بعد انتهاء فترة النجوم (المخضرمين) وإبعاد عدد مهم منهم عن قائمة المنتخب، ويؤكد هذا الكلام اختيارات السيد مانشيتي (المدير الفني) نفسه، من خلال وجود عدد (غير معتاد) من اللاعبين الشباب (غير الدوليين على صعيد المنتخب الأول) في قائمته النهائية، وفي كل المراكز (تقريباً) بدءاً من حراسة المرمي (نواف العقيدي 22 سنة) مروراً بخط الدفاع (ريان حامد 21 سنة) مروراً بالوسط (فيصل الغامدي 22 سنة) وأيضاً (عباس الحسن 19سنة) قبل استبعاده بداعي الإصابة وانتهاءً بالهجوم (عبد الله رديف 19سنة) والمفاجأة (طلال حاجي 16 سنة) والذي يعد ثاني أصغر لاعب سناً، يتم ضمه في بطولة رسمية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم (طوال تاريخه) وهذا الفعل من المدرب رسالة واضحة، يبعث بها للشارع الرياضي السعودي، ولذلك جاء العنوان في المقال ليقول له (شكراً مانشيني.. الرسالة وصلت).
كلام مشفر
- الجهاز الفني الجديد للأخضر جديد على المنتخب وعلى المنطقة وعلى البطولة، ومن سوء حظ (مانشيني) أن تكون أول مشاركة له وأول امتحان رسمي البطولة (المحببة) للمنتخب السعودي، وفي ظل انحسار المواهب في الكرة السعودية، وأفول نجم أسمائها الكبيرة ودخول البقية الباقية منهم الأمتار الأخيرة لوجودهم في الملاعب.
- مانشيني صادق على أفعاله في قائمة اختياراته بأقواله، وأعلن صراحة في تصريحاته التي أجراها مع صحيفة إيطالية أن (المنتخب السعودي ليس مرشحاً للبطولة)، وعلل ذلك بقوله (هناك العديد من الفرق في البطولة أقوى منه) أفهم وأرجو أيضاً كلامه (تكتيكاً) منه لإبعاد الضغط عن لاعبيه، فيذهب به بعيداً
- يقول السيد مانشيني في تصريحه لصحيفة إيطالية عن موافقته على تدريب الأخضر (إنه تحد جيد لتحدي الأصعب على الإطلاق، لكنه تحد مقنع ومحفز) ويقول عن اختياراته للاعبين الشبان في قائمة الأخضر إنه (اختيار للاعبين الراغبين في التحسن ووجود أفضل اللاعبين مؤشرات إلى إمكانية النمو) وصلت يا سيد مانشيني.
- في كل الأحوال القائمة والترشيحات هي أمور على الورق، وتبقى توقعات أو قراءات لا يجب التعامل معها على أنها واقع وأنها من المسلمات، فكرة القدم، ليس فيها منطق، وليست كما أقول دائماً (علماً حقيقياً)!
- ذلك لا يعني أن الأخضر سيحقق اللقب، لكنه قد (أقول قد) يصل إلى النهائي (كما فعل منتخب 2007م) وذلك يعني أن المرشح الأقوى للبطولة ربما (أقول ربما) لا يصل حتى للنهائي ناهيك عن أن يحققها، ويحسب ذلك من (المفاجآت الجميلة) المنتظرة التي تُحلي البطولات والمباريات والنتائج، وتجعل الجماهير الرياضية مرتبطة باللعبة وتندفع إليها تنتظر ما هو غير متوقع وإن كان مألوفاً.