محمد العبدالوهاب
قبل فترة أو أكثر .. وبإحدى الأمسيات الثقافية التقيت بأديب وكاتب قدير، تبرز أحرفه من خلال مقالاته القيّمة على جنبات الصحافة المحلية حتى اليوم .. دار بيننا حديث أشبه بالحوار عن إعلامنا السعودي بشكل عام والرياضي بوجه التحديد.. استوقفتني عبارة قال فيها:
لو كنت مسؤولاً عن الإعلام الرياضي، لاستقطبت المتلقي بتويتر، بمكان الإعلامي الذي بالمشهد وطلبت منه أن يتابع مايطرحه المتلقي من محتوى ومضمون وفكر يوازي ويعزز الصورة الذهنية للرياضة السعودية التي تشهد حراكاً تاريخياً بمشروع الرياضي الفخم بطموحات وتطلعات ينشد من خلالها رقي رياضته لمصاف الكرة العالمية.
.. قاطعته قائلاً: وما أدراك بأن الغالبية الساحقة من الذين أسميتهم بالمتلقين هم من كانوا أساطير الإعلام الرياضي المقروء والمرئي، منهم الكاتب والمعلق والمخرج، البعض منهم أقفلوا أقلامهم وغادروا الصحافة (مأسوف عليهم) والآخرون حزموا حقائبهم وودعوا الساحة بعد أن انتابهم الشعور بأنهم غير مرغوب ببقائهم, في وقت أحوج ماتكون رياضتنا بحاجتهم وفقاً لخبراتهم أو بمن هم أمثالهم.
أقول .. لم يخب ظني طويلاً، ولم أبالغ برأيي فيهم، بعد مشاهدتي لتغريدة ولا أحلى مع إطلالة العام الجديد من كاتب سعودي وإعلامي قدير صالح القبلان
- الحاضر الغائب - أزعم أنها تربوية وتوعوية أكثر من كونها رياضية، بدأها بعنوان:
(عظم المسؤولية) أحسب كان يريد بها مدخلاً لتغريدته مسترسلاً فيها: البعض يقول إنها رياضة وكرة قدم لذلك يعطي نفسه حق الانتقاد بقسوة، بل الإساءة للآخرين والاستهزاء بهم ويغتاب دون حذر أو خوف والأصعب عندما يتهاون البعض في حمل الأمانة والعدالة, مفصلاً هذا كله بنقاط:
- حكم على تقنية(VAR) يتهاون في إتخاذ قرار.
- مصور ومخرج يتغاضى عن لقطات لفريقه - غير سوية - ويبحث عن أخطاء الآخرين.
ومن عندي أضيف
- كُتاب أعمدة وإعلاميون ببرامج رياضية، كنا نعتقد أنهم كبار بالفكر وحمل الأمانة والمسؤولية بخبرة سنين خلت، نتفاجأ بطروحاتهم التعصبية لفرقهم الكروية ونجومهم المفضلين من أجل زيادة المتابعين على حساب إقصاء وتجريح الآخرين.
أخيراً أقول .. لعلها فرصة سانحة وبمناسبة التوقف الطويل لدورينا ومناشطه، بأن يكون هناك تدخلٌ جاد من رجالات رياضتنا الكرام بالحد وإيقاف تلك المشاهدالملوثة والمشوهة لرياضتنا الوطنية سيما ودورينا متابع ومُشاهد من الشعوب الكروية المتقدمة فكرياً عبر قنواتها الرياضية العالمية.. ولا أزيد.
* * *
الفترة الشتوية تُشرع أبوابها
لا صوت يعلو على أحاديث الساحة الرياضية المحلية مع كل فترة انتقالات الدولية للاعبين سواء الصيفية أو حتى الشتوية والتي ينشغل بها الإعلام الرياضي والتواصل الاجتماعي بأخبار عن التعاقدات والاستقطاب وصفقات وهمية خصوصاً بالأندية الكبيرة صاحبة الإنجازات والبطولات والكثافة الجماهيرية، بهذا الموسم تحديداً، اختلف الوضع تماماً بالذات بالفرق المستحوذة من قبل صندوق الاستثمارات وذلك باستحداثها للجنة استقطاب اللاعبين الأجانب فقط، هدفها تعزيز القدرات الفنية من لاعبين ومدربين وفق مسافة واحدة ومساحة متوازنة على حد سواء. (لربما) يكون لها الأحقية بتنقل اللاعبين بين الفرق خصوصاً للاعبين لم يكتب لهم التوفيق بالتألق والنجاح مع فرقهم سواء أو بداعي عدم الانسجام مع المدرب والمجموعة بشكل عام، والذي أتمني أن يكون صحيحاً لأنه و -للأمانة- هناك من النجوم العالميين الذين كنا نتأمل منهم التألق والتميز والإبداع المرتقب منهم بإثراء الدوري أصبنا بالدهشة والاستغراب من تواضع المستوى غير المأمول منهم. أذكر على سبيل المثال وليس الحصر : بنزيما وفرمينيو وفوفانا ومحرز، وياليت يكون هناك تنسيق بين إدارات الأندية ومدربيها وعلى طريقة - لاضرر ولاضرار - بعملية تدوير اللاعبين وفق احتياج كل منهم للآخر، لنحظى كمتابعين ومشاهدين لمرحلة جديدة وممتعة مليئة بالإثارة والندية لمرحلة مابعد التوقف للدوري بعودة مختلفة لفرقها تعود من خلالها الفرق متواضعة المستوى والمركز بالترتيب، وتتوازن فيها الفرق القوية حضوراً وتنافساً على مراكز متقدمة الترتيب والمنافسة على الصدارة ، مجرد - اقتراح.
* * *
قالوا..
الوفاء غالي جداً .. فلا تتوقعه من شخص رخيص.