سلطان مصلح مسلط الحارثي
تنطلق غداً في الدوحة بطولة الأمم الآسيوية 2024، وينتظر المجتمع الآسيوي هذه البطولة الأكبر والأهم على مستوى القارة، والأماني تحف الأنصار بتحقيق منتخباتهم البطولة، ولكن «الأمنيات» وحدها لا تكفي لتحقيق «الرغبات»، فإن لم يكن العمل وفق «التطلعات»، لن تتحقق الأماني.
منتخبنا السعودي، الذي ظل زعيماً لهذه البطولة سنوات طويلة بعد تحقيقه ثلاثة ألقاب 84-88-96، ووصيفاً ثلات مرات أيضاً، تنازل في السنوات الأخيرة، عن لقب الزعامة، ليحمله منتخب اليابان، الذي تزعم القارة الصفراء بعد أن حقق أربعة ألقاب، فهل من عودة لصقورنا الخضر لأمجاد سابقة، كنا فيها نتسيد القارة، والجميع خلفنا؟
في هذه النسخة من بطولة الأمم الآسيوية، يدخل منتخبنا السعودي، وهو غير مرشح لانتزاع اللقب، والأسباب كثيرة، فالعمل داخل منظومة المنتخب متأخر كثيراً، حيث استمر منتخبنا بعد ابتعاد مدربه السابق هيرفي رينارد، لفترة طويلة دون مدرب، حتى تم التعاقد قبل أربعة أشهر مع المدرب الإيطالي الكبير مانشيني، الذي بالتأكيد لم يسعفه الوقت لمعرفة جميع اللاعبين السعوديين، خاصة إن بعض نجوم المنتخب المؤثرين، أوشكوا على الاعتزال، كما أن اللاعب المحلي أصبح ظهوره في المسابقات المحلية نادراً، بحكم وجود ثمانية لاعبين أجانب في كل فريق من فرق دوري روشن، وهذا الأمر لا شك أنه جعل مانشيني يحتار في من يختار، وإن كانت التشكيلة النهائية التي ضمها للمشاركة في هذه النسخة من البطولة الآسيوية، توحي للمتابع الرياضي، أن المدرب وربما المسؤولين في اتحاد الكرة، يرغبون في صناعة جيل جديد من اللاعبين، وتهيئتهم من الآن للمشاركة في كأس العالم 2026، والمنافسة على لقب أمم آسيا 2027 الذي تستضيفه السعودية، وهذا لا شك يعود بسبب تأخر المسؤولين عن تجهيز منتخبنا للمنافسة على هذه النسخة، ولكن إن كانوا يريدون صناعة منتخب قوي، يزاحم منتخبات العالم في كأس العالم 2026، وتحقيق كأس الأمم الآسيوية 2027، فهذه استراتيجية جميلة، سيرضى بها المشجع الرياضي السعودي، ولكن الأهم هو اكتمالها، وإن كنت على المستوى الشخصي تمنيت إعلانها، حتى يكون الجميع على بينة، ويكون الوضوح عنوان هذه المرحلة.
أما مايخص منتخبنا في نسخة الدوحة، فهو وقع في مجموعة سهلة نوعاً ما، وتخطيها قد لا يكون صعباً، ولكن ماذا عن مابعد المجموعات؟ أعتقد أن الوسط الرياضي، وبناءً على ماسبق من مبررات، لا يريد من منتخبنا السعودي، إلا تقديم مستويات جميلة، تؤكد للجميع، أن الأخضر الحالي، يستطيع المنافسة على البطولات، في قادم السنوات.
قناة الوطن تجتر الماضي وتثير التعصب
في الوقت الذي كنا نحتاج فيه للتعاضد والتكاتف مع منتخب الوطن، وتوجيه الرأي العام نحو هذا الاتجاه الإيجابي والسليم، خرجت لنا القناة الرياضة السعودية، بحوارات مع مسؤولين سابقين، «كانوا من ضمن أهم الأسباب التي أدت لتأخر رياضتنا»، مستعيدة فيه ماضياً لا فائدة منه، بقدر ما استثارت الجماهير الرياضية، لتتفرق الصفوف، مابين مؤيد لهذا التصريح، ورافض له، ويبقى السؤال: ماذا استفاد الوسط الرياضي من تلك الحوارات في هذا التوقيت؟ وماذا استفادت «قناة الوطن» من تلك الحوارات؟
تحت السطر:
* مساحات X أصبحت ساحة صراعات بين جماهير الأندية، وأصبحت محل «تكّسب» لجماهير أخرى.
* فريق الهلال بحاجة للاعب في خط المقدمة، يلعب خلف المهاجم، أكثر من حاجته للاعب في مركز الظهير الأيسر أو أي مركز آخر، بينما فريق النصر بحاجة ماسة لحارس مرمى أكثر من حاجته لأي مركز آخر.
* في فترة التوقف الحالية، والتي تمتد نحو 45 يوماً، ستتلخبط أوراق الأندية، وقد نلاحظ بعد العودة للدوري، بعض الفروقات في مستوى أداء الفرق، وقد تتراجع أندية وتتقدم أخرى، وهذا لا شك أنه مرتبط في العمل الذي ستقوم به الأندية خلال فترة التوقف، حيث يجب عليها البدء من جديد، في الإعداد البدني واللياقي، لاستكمال الدوري، وبقية المسابقات، فماذا ستصنع الأندية خلال هذه الفترة؟ وهل كانت لديها خطط مسبقة لفترة التوقف الطويلة؟ إجابات هذه الأسئلة، ستظهر بعد عودة المسابقات، فمن ينجح في هذه الفترة ومن يفشل؟
* انتقدنا كثيراً، وضع حساب رابطة دوري المحترفين على منصة x، الذي يحمل اسم «دوري روشن السعودي»، إلا أنه في الفترة الأخيرة، زادت عليه الملاحظات بشكل كبير، وأصبحنا نرى خروجاً عن النص في بعض التغريدات، وكأن هذا الحساب لا يمت لجهة رسمية، يفترض فيها الحياد بين جميع الأندية، بعيداً عن التطبيل لهذا النادي أو ذاك، أو «تهويل» لاعب، من أجل اسمه, ولكن الملاحظ أن هذا الحساب «يتعمد» إثارة بعض الجماهير ليحصل على ردة فعل وانتشار أوسع، وهذا لا يليق في حساب يحمل اسم الدوري السعودي، وتعود مرجعيته لرابطة دوري المحترفين.