سهوب بغدادي
«ميري كريسماس اند هابي نيو يير»، جملة نكاد نعرفها جميعًا نظرًا لانفتاح المجتمع على الشعوب الأخرى بدايةً من فترات الابتعاث الأولى وصولاً إلى الانفتاح السياحي على كافة مدن ومناطق المملكة في وقتنا الحالي، فالجملة رائجة ومتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والحياة ولو على حدٍّ أضيق بين المقيمين من الجاليات المسيحية، كل ذلك يدل على معانٍ جميلة وأبرزها التعايش بين مختلف أفراد وفئات المجتمع -ولله الحمد- في هذا السياق، لفتتني ظاهرة مستحدثة، خاصةً في نطاق التعليم العام، حيث أخبرني عدد لا بأس به من الأمهات أن المدارس العالمية أصبحت تتبنى تقويمًا دراسيًا مختلفًا فيما يتعلق بالعطل والإجازات، إذ عمدت بعض المدارس في فترة «الكريسماس» و»نيو يير» إعطاء المدرسين والعاملين والطلبة إجازة ممتدة من الـ 23 من شهر ديسمبر إلى العالم الجديد، الجدير بالذكر، أن تاريخ العودة يصادف تاريخ ابتداء الإجازة الرسمية الممتدة لعشرة أيام التي يتمتع بها الطلاب الآن, إن الموضوع يحمل أكثر من بعد، بالتأكيد إن الوزارة على علم بهذا الأمر ولم يتم سوى بالتنسيق بينها وبين المنشآت التعليمية، ولكن لماذا فقط هذا التنسيق في التعليم العام؟ ولا يشمل التعليم العالي؟ بالرغم من تواجد عدد كبير من الجاليات المسيحية في السلك الأكاديمي، فضلًا عن الزاوية الأهم من الموضوع، وتتلخص في كوننا بلدًا مسلمًا، ولدينا إجازات وأعياد رسمية يتمتع بها الجميع من المسلمين وغير المسلمين، فما ينطبق على أبنائنا المبتعثين في الخارج من عدم إعطاء الدول الغربية إجازة للجاليات المسلمة في شهر رمضان أو في عيدي الفطر والأضحى على الأقل ولو ليوم واحد، فكانت ردودهم على الدوام، أنتم في بلد لديها تقويم محدد ومعروف فتقيدوا به، انطلاقًا من هذا المنطق، لا بأس في بذلنا الأفضل والأكثر مرونة تجاه الغير بأن نعطي الحرية للعاملين في المملكة من الجاليات المسيحية بالتمتع بهذه المناسبة ولكن دون إلزام الآخرين وهم الأغلبية من المسلمين، إن التعليم العام يشمل المراحل العمرية الأولى من حياة الطفل، التي نغرس فيها القيم والأخلاق والمبادئ، فالطفل كالعجين يتشكل كما يشكله الأبوان والمحيط الخارجي خلال تلك السنوات، فضلًا عن الصعوبات وتعارض الأوقات التي يواجهها الأبوان من العاملين في القطاع التعليمي الحكومي الذين يتقيدون بالتقويم المعتاد في المقابل، يسري على أطفالهم التقويم المرن، فا ضير من إعطاء الجاليات الأخرى هذه المرونة مع توفر اشتراطات محددة منها الديانة التي تسجل على الإقامة.