محمد بن علي الشهري
الهلال كان - وما يزال - يغرد وحيداً خارج السرب في كل شيء، معتمداً في نبوغه وشموخه في جميع الأصعدة، على الله سبحانه وتعالى، ثم على دعم ووقفات رجالاته وجماهيريته وشعبيته الطاغية في كل مكان. فيما كانت -وما زالت- الأندية التي تملأ الفضاءات هذه الأيام بالضجيج الدعائي، والتورمات والبروباغاندا والخرافات.. تئن تحت وطأة الفقر المدقع بطولياً ومنجزاتياً محلياً وخارجياً.. فضلاً عن بلوغها حافة الإفلاس -لأكثر من مرة - بسبب ديونها التي بلغت المليارات -اللهم لا شماته-.
وبعد أن قامت الدولة -أيدها الله- بسداد تلك الديون الثقيلة المتراكمة -ومازالت تسدد-، علاوة على دعمها بالنجوم العالميين ذات التكاليف المليارية.. تناسوا أين كانوا وأين أضحوا.. وباتوا يتحدثون بلهجة الأبطال والفرسان الذين لا يُشق لهم غبار.
اللافت للانتباه أن مفعول (الميانة والدلال الطاغي) الذي يعيشونه قد تجاوز بهم حدود ما يُعقل وما لا يُعقل.. إذ جعلم يتحدثون بأريحية عن ضرورة وجود دوري بقياساتهم وعلى مقاساتهم لاينافسهم فيه أحد.
حتى وصيف العالم لايريدونه منافساً لهم.. يريدون، بل يطالبون بقمعه ومنعه بكل الوسائل من التوهج ومن ممارسة حقه في تقديم الدروس الميدانية التي عجزوا عن الاستفادة منها على مدى نصف قرن ويزيد.
كثيراً ما يرددون ويتساءلون: لماذا الهلال دائماً متفوق ومتألق؟.. لماذا اللاعب الهلالي المحلي هو الأبرز والأميز؟.. لماذا اللاعب الأجنبي الهلالي القادم من مختلف أقطار الأرض، ناجح ومعطاء ووفي للهلال حتى بعد مغادرته بعشرات السنين؟.. كل هذه المزايا يعزونها في الظاهر لأسباب كاذبة تحاكي مزاج المدرجات المضحوك عليها على مدى عقود من الزمن.. غير أنهم في الخفاء بعيداً عن الأضواء والفلاشات يتحدثون ويقرّون بتفرّد وأفضلية وعبقرية الهلال.
الجينات الهلالية، والبيئة -بعد توفيق الله سبحانه- هي من أنتجت ثاني أفضل فريق في العالم.. وهي من أنتجت زعيم أكبر قارات الدنيا وسيدها بلا منازع.. وهي من أنتجت ملك الدوري المحلي وجعلت منه (إمبراطورية) لا تغيب عنها شمس البطولات والأمجاد.. وهي من جعلته هو من يُشهر اللاعب والمدرب وليس العكس كما هو الحاصل في بعض الكيانات التي ظلت طوال تاريخها تستمد حضورها وقيمتها من وجود لاعب.
يريدون كل شيء على مزاجهم وهواهم وما يحقق لهم أهدافهم فقط بأي شكل وبأية طريقة.
وبدلاً من مطالبة أنديتها بتقديم ما يوازي ولو نصف ما يُصرف عليها من أموال فلكية.. كرّست مطالباتها بضرورة تحجيم قدرات الهلال على كافة الأصعدة بدعوى المساواة.. حتى أن منهم من يطالب بإحضار نوعية خاصة من الحكام لإدارة مباريات الهلال للحد من تفوقه الميداني والنتائجي بدعوى جذب الاهتمام العالمي، بينما الأهداف الحقيقية من هكذا طرح هي مراعاة نفسيات البعض وتمكين البعض الآخر من اللحاق لعل وعسى.
الشاهد: ليس ذنب الهلال إن أثمر فيه دعم الدولة الحالي، ودعم رجالاته وجماهيره عبر مسيرته التاريخية المظفرة.. ولا يعنيه.. ولا يُسأل عن فشل غيره في استثمار الدعم الحكومي الهائل.