إيمان الدبيّان
حياة ونماء ثم موت وفناء، بقاء وارتقاء ثم وداع بلا لقاء هذه هي الدنيا التي نعمل فيها كأننا نعيش أبداً، هذه هي الحياة التي أحبها كما يحبها ويستمتع بها كل إنسان طبيعي بفطرته التي خلقها الله عليه، هذه هي الحياة التي بدأنا نستشعر جودتها وجمالها ورقيها من خلال برامج الرؤيا والتي من أولها برنامج جودة الحياة، فصرنا نعمل بشغف أكثر وبإنجازات أكبر.
اليوم تشهد مدن المملكة إنجازات رائعة وتطورات هائلة وتنظيمات فائقة في كل مظاهرها وفي جميع مؤسساتها وطرقها التي تكتظ بسبب النمو المتزايد والعمل المتعدد.
اهتمامات بلدية ومدنية واضحة وملموسة حتى المقابر شملها هذا التحديث والتطوير بما يخدم الجميع؛ إلا أن بعضاً منها لو يوجد بجوارها مساجد للصلاة تختصر المسافات وتخفف من الاختناقات في شوارع هامة ورئيسية وتحديداً في وقتي الذروة الظهر والعصر لكان ذلك أفضل ومثال ذلك: مقبرة شمال الرياض التي يُصلى على جنائزها في جامع على طريق الملك فهد وفرق كبير في المسافة بين المكانين خاصة أن المقبرة على أطراف المدينة وحولها مساحات خالية شاسعة فلم لا يكون هناك مسجد بجوارها مهيأٌ للصلاة على الموتى مثل المسجد الحالي على طريق الملك فهد الفرعي والذي رغم أهميته وضرورته في وصل الشمال بالجنوب وفي الوصول إلى المطار وشرق المدينة إلا أنه يتوقف كثيراً عندما تكون هناك جنائز كثيرة للصلاة عليها في هذا المسجد؟
أرى أن أي مقبرة في أي مدينة من مدننا الغالية من المهم أن تكون متكاملة بكل الخدمات الأساسية أولها المسجد بمغاسل الموتى وتجهيزاتها وآخرها تظليل جزء من الأماكن في أطراف المقابر بالأشجار رحمة بالأحياء المكلومين من المنتظرين والمعزين الذين يلفحهم الصيف حرارة أو يقرصهم الشتاء برودة كما أسمع وأرى على ملامح من يشاركون في مراسم الدفن فكلنا لنا عزيز يوم دافن ويوم آخر مدفون.