عمر إبراهيم الرشيد
أول ما يتحدث به الضيف حال دخوله منزل مضيفه، والموظف مقر عمله والطالب مقر دراسته في العاصمة تحديداً هو الحال التي وصلت إليها طرقها وشوارعها من احتقان وانسداد في الحركة المرورية. كما أن أحاديث سكانها ومعهم بعض المعنيين كل في مجاله، والإعلاميين وغيرهم تتمحور حول سؤال كبير وهو: (هل سيسهم المترو وحافلات النقل العام في القضاء على هذه المعضلة؟ أم أنها ستخفف منها بنسبة معينة لا أكثر؟) وأن هذه المعضلة داء مزمن أصاب العاصمة كما العديد من عواصم العالم.
ما أتوقعه مع انطلاق خدمة قطار الرياض، هو تقييد قيادة السيارة الخاصة لبعض أصحاب المهن والعمال، وذلك لتوفر البديل العملي والرخيص وهو المترو والحافلات. وقصر قيادة السيارة الخاصة على أصحاب المهن الأخرى الأكثر احتياجاً لحياة الناس اليومية وسلامتهم ومتطلباتهم، كالطب والصيدلة وتقنية المعلومات والهندسة وما شابه ذلك.
ثم هناك جدل يدور منذ قرار إنشاء شبكة قطار الرياض ونظام النقل العام، وهو أن المواطن الذي اعتاد التنقل بسيارته الخاصة سوف يصعب عليه استخدام هذه الوسيلة الجديدة، بحجة عدم اعتياده عليها وازدحامها ربما بالركاب ورحلاتها المجدولة التي لن تتناسب مع أوقاته، وغيرها من الأسباب.
وفي رأيي أن هذه الأمور سوف يكشفها الوقت، وتعتمد في المقام الأول على إدارة الشركة المشغلة وتسويقها، ومحفزات استخدامها من قبل الجمهور وكل ما يؤدي للترغيب بها كأي خدمة أخرى.
إن غياب نظام النقل العام ليس في العاصمة فحسب، بل في مدن المملكة كلها لحوالي الأربعة العقود من الزمن، واعتماد (الليموزين) والتاكسي الخاص فقط للنقل، هو في رأيي ما أدى إلى هذه التساؤلات التي ذكرتها عن مدى الإقبال المتوقع على المترو والحافلات، وعلى كل حال هي محاولة لتفكيك مسببات هذا الجدل، ولنتفاءل ونشد على أيدي الجهات المعنية وندعو لهم بالتوفيق، وعلى الله قصد السبيل.