فهد المطيويع
اليوم يستهل منتخبنا مبارياته في البطولة الآسيوية أمام المنتخب العماني وهو يعاني الكثير من المشاكل الفنية، ومع ذلك مازال الأمل يحدونا بأن يظهر منتخبنا شيئًا من تاريخه وإنجازاته التي لا تنسى، مشكلة هذا المنتخب أنه في كل مشاركاته لابد أن يذهب بضجيج مزعج يقوده حفنة من (المتفلتين) من أصحاب التعصب بذريعة الشفافية العمياء التي لا ترى إلا ألوان الأندية، بل إننا تعودنا أن يذهب لاعبو منتخبنا مشوشين فاقدين للتركيز وللثقة بسبب ما يواجهونه من حملات إعلامية رياضية مكثفة، لا هدف لها إلا دعم هذا النادي أو ذاك دون استشعار للمسؤولية.
ولا عجب ففاقد الشيء لا يعطيه طبعًا المعنيون بالموضوع ( لا أرى لا أسمع لا أتكلم )، لهذا السبب لم يعد الانضمام للمنتخب مغريًا ولا طموحًا لأحد بعد أن أصبح المنتخب دون غطاء أو حماية من الجهات المعنية (اتحاد كرة القدم أو وزارة الرياضة) التي عليها مسؤولية حماية المنتخب أو تقديم الحد الأدنى من هذه الحماية ومحاسبة المتجاوزين، فلك أن تتصور أن المنتخب أصبح هدفًا لكل من (هب ودب)، أناس بلا تاريخ رياضي تكاثروا مثل ( الفقع ) بعد المطر يشتمون هذا ويشككون في ذاك، بسبب غياب المحاسبة والتراخي في الدفاع عن المنتخب ومدربه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل زاد حتى وصل الموضوع للتجريح والدخول في ذمم اللاعبين واتهامهم بالتهرب عن تمثيل المنتخب، وهذه التصرفات البلهاء أصبحت سمة من سمات هذا الوسط، وأنا لا ألوم هؤلاء في هذا التوجه أو هذه السلوكيات في ظل غياب الحس فهذه إمكاناتهم، وهذا فكرهم، أنا فقط ألوم من فتح الباب أمام أصحاب هذا الطرح.
منتخب على أبواب بطولة تُفتح النيران عليه من كل حدب وصوب فقط لمجرد تصفية حسابات، مذيع يستضيف مدربًا طرد من سنوات لمجرد الإسقاط وتصفية حسابات، وآخر تحدث وليته سكت لأنه بحديثه رسخ مقولة التدخلات عندما تحدث عن أمور فنية خارج نطاق مسؤولياته الإدارية، وقس على ذلك الكثير من الثرثرة من أناس يعتبرون المنتخب ساحة للفضفضة.
السؤال: لماذا خرج علينا هذا الغثاء في هذا التوقيت بالذات؟ هل هي الشهرة الشخصية التي أصبحت هوسًا لدى الكثيرين في الوسط الرياضي حتى ولو كان على حساب منتخب الوطن؟
شخصيًّا أرى أن الموضوع أصبح مثل كرة الثلج التي تكبر ويزيد حجمها مع كل مشاركة وقد تخرج الأمور عن السيطرة بسبب هذا التراخي غير المبرر، عجبي كيف يقبل المسؤولون عن الرياضة كل هذه الاتهامات وهذا التشكيك ولا يحركون ساكنًا؟ بصراحة هذا الصمت يغري البقية للمشاركة في حفلة (الردح) وتصفية الحسابات وهدم مجد وتاريخ الكرة السعودية.
نصيحة: لا تسرفوا في الصمت، فالمبالغة في الصمت ضررها كبير.