إبراهيم بن سعد الماجد
الشعور بالمسؤولية، أياً كانت هذه المسؤولية، سواء كانت المسؤولية الأسرية، أو الوطنية، هو في الحقيقة من أرقى وأجل الأعمال، وهو ما يجعل من المجتمعات، مجتمعات تنبض بالحيوية والعطاء.
في وطننا مئات بل آلاف الأسماء التي نفتخر بها، لما لها من دور اجتماعي فاعل ومؤثر، وتلك الأسماء تنتشر على تراب هذا الوطن الممتد، وليست حصراً على منطقة دون أخرى.
في هذه المقالة سأتحدث عن مناسبة وفاء أقامها الأخ إبراهيم المجحدي الإعلامي والتراثي المعروف، صاحب أشهر متحف يجمع بين التراث والسيارات الكلاسيكية في منطقة القصيم وتحديداً في مدينة بريدة، هذا المتحف الذي بناه صاحبه كما يقال طوبة طوبة، حتى صار علامة بارزة ليس على مستوى القصيم فحسب، وإنما على مستوى المملكة.
هذه المناسبة الوفائية كانت تكريماً لرائد من رواد العمل الاجتماعي البارزين ألا وهو الشيخ عبدالله العثيم الذي قال عنه سمو أمير القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل يوماً ما (عبدالله العثيم يعتبر من الباذلين بسخاء، ومن أبناء الوطن المخلصين لكل ما يعود على الوطن عامة، ومنطقة القصيم خاصة، بكل خير)
هذا الثناء من أمير المبادرات على هذا الرجل الباذل كان نتيجة عشرات الملايين التي بذلها في مشاريع صحية وتعليمية واجتماعية، ومبادرات تطوعية، كانت محط تقدير أهالي المنطقة وأمير المنطقة.
في هذه الأمسية التي أعتبرها (توليد أفكار) طرح الشيخ عبدالله العثيم فكرة أو نقول ضرورة إنشاء شركة سياحية تركز كل عملها على التعريف بالأماكن السياحية التراثية منها والثقافية والاجتماعية، مؤكداً بأن العمل الفردي لا يمكن أن ينجح حتى وإن نجح في مرحلة فإن استمراريته تُعد من المستحيلات.
وهذه الفكرة أعتقد أنها من الأهمية بمكان، وسوف تخلق الكثير من الفرص، وتنشط عمل كافة المرافق والمؤسسات ذات الصلة بالعمل السياحي.
وفي هذه المناسبة تحدث الشيخ إبراهيم الحسني القاضي السابق، والرائد في إصلاح ذات البين عن أهمية ما يقوم به الشيخ عبدالله العثيم من أعمال كانت محط ثناء سمو أمير القصيم في كثير من اجتماعاته المتعلقة بالأعمال الخيرية والإنسانية، مؤكداً بأن أبلغ الثناء..
الثناء على الشخص في غيابه، وهذا ما يفعله سموه، مشيراً فضيلته إلى أمرٍ ربما يكون ذا صلة، ألا وهو كثرة قضايا العفو التي تتم في منطقة القصيم، وهو بلا شك من الأعمال الخيرية الإنسانية بالغة الأهمية.
الدكتور عبدالرحمن المشيقح رجل الثقافة والأعمال والشورى السابق، وصاحب الجوائز الثقافية الأشهر على مستوى المنطقة قال كلمة ذات دلالة بالغة قال: إن بريدة صانعة محتوى, هذه الكلمة أعتبرها ذات أبعاد مختلفة، فصناعة المحتوى تعني تعدد الأفكار والمشارب وتجددها، وبريدة كما قال الدكتور هي كذلك، فقد خبرتها، فهي بما تملكه من ثقافة فكرية واقتصادية وتجارية تعد برجالها مدرسة مهمة في كافة مناحي الحياة.
هذه الأمسية التي كانت في هذا المتحف التراثي الرائع جعلتني أقول بأهمية اختيار المكان الذي يتوافق مع المناسبة، لتكون مناسبة ذات أثر ممتد.
أختم بمقولة للأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - في إحدى زياراته للمنطقة عندما قال: (إن القصيم قلب المملكة ورجالها أسهموا في جميع المجالات)
وكفى بهذه الشهادة.