عثمان أبوبكر مالي
الاستدعاء للمنتخب الوطني - أي منتخب - هو استدعاء لأداء (واجب وطني) محدد وهام ومفروض على الرياضي، وعليه أن يستجيب له ويؤديه مهما كانت الظروف التي يعيشها، ولم تكن هناك (ظروف قاهرة) تمنعه من الاستجابة وتلبية النداء الذي من المفترض أنه (يتشرف به) وهذه أبجديات يعرفها ويوافق عليها حتى من لم يلعب الكرة ومن لا يتابع الرياضة إطلاقاً أو لا يحبها بتاتاً.
رياضياً هناك (نظام) وقانون يطبق على من لا يلبي النداء (تقاعساً) أو تأخراً أما من لا يلبي النداء (رفضاً) فهو يرتكب (جريمة) بحق نفسه وواجبه تجاه وطنه يستحق المساءلة وعقوبة مشددة بالنظام.
السؤال المهم هل يعرف اللاعبون جميعاً اللوائح التي تنظم وجودهم مع المنتخبات، والعقوبات التي يمكن أن تطبق عليهم في حالة الإخلال بهذا الشرف والواجب الوطني؟
الإحداث التي وقعت في حالات ماضية ـ رغم قلتها وتباعدها ـ توحي بأن كثيراً من اللاعبين ـ إن لم يكن غالبيتهم ـ لا يعرفون النظام، أو أنهم لا يعرفون تفاصيله، بل حتى بعض الإداريين والإعلاميين ليس لديهم إلمام أو معرفة بتفاصيل العقوبات، ولذلك في (الواقعة الأخيرة) ذهب كثير منهم إلى المطالبة بالشطب للاعبين المشتبه تورطهم وحرمانهم من ممارسة الكرة نهائياً، وحتى قبل أن يتأكد تورطهم رسمياً, وهناك من طالب بعدم استدعائهم مستقبلاً لارتداء قميص الوطن (بتاتاً) وإن طبقت بحقهم العقوبات المنصوص عليها.
أسلم بأن أكثر لاعبينا عموماً لا يعرفون ما عليهم من واجبات، لكنهم يحفظون جيداً ما يطالبون به من (أتاوات) عندما ينتصر أو يحقق الفريق فوزاً أو تقدماً في بطولة قبل الإنجاز، والسبب في ذلك عقلية أو سياسة (دبلها.. دبلها) التي أخذها بعض اللاعبين على غير ما يراد لها والمقصود بها؛ وهو رفع المعنويات والتحفيز القوي وزيادة درجة الحماسة والرغبة الذاتية لدى الجميع في مشوار الإنجاز حتى اكتماله، ولا يراد به حق مكتسب كما أصبح في ظن ومفهوم كثير من اللاعبين.
الواقعة الأخيرة في المنتخب (فرصة مواتية) لتصحيح كل المفاهيم الخاطئة لدى اللاعبين وكل الاعتقادات غير الصحيحة لدى الجماهير، في الكثير من الممارسات المسيئة التي تحدث بقصد أو بدون قصد، وذلك بالتعامل معها وفق الأنظمة واللوائح ومن غير تساهل أو استثناء وبما يواكب المرحلة القادمة، بعد التحول الكبير في الرياضة السعودية، وأسوة بما بدأ يجري ويحدث في الأندية الكبيرة، ومن أجل أن يرتقي فكر التعاطي مع كرة القدم وتطبيق الأنظمة في كل مكونات اللعبة وألوانها ومرافقها وأولها وفي مقدمتها المنتخب الوطني.
كلام مشفر
- في أي مكان المخطئ يعرف سلفاً عقوبته، من خلال الأنظمة وبنودها، فعلى سبيل المثال الموظف المتأخر عن دوامه مُسلم بعقوبته، وقاطع إشارة المرور يعرف عقوبته سلفاً، وفي الملعب يعرف اللاعب قرار الحكم ضده من لحظة إطلاق الصافرة، فلماذا يجهل كثير من اللاعبين واجباتهم (مالهم وعليهم) في المنتخبات الوطنية؟
- الأجهزة الإدارية في المنتخبات الوطنية هل تقوم أثناء المعسكرات والبطولات (المجمعة) بأعمالها والمطلوب منها وفق رؤية صحيحة وواضحة و(لائحة) مكتوبة لها قرارات (منصوص) عليها، لا تحتاج فيها إلى تساهل أو استثناء، أم أن الأمر متروك للاجتهاد ونظرة المسؤول، وربما أمور أخرى خارجية؟
- كلام كبير نشر على لسان المدير الفني للمنتخب السيد مانشيني في صحيفة قطرية عن (الأسماء التي ترافق المنتخب في كل مكان) من أصحاب الدعوات، والذين لا دور لهم سوى أنهم (يحدثون الفوضى) كما ذكر على لسان المدرب في صحيفة قطرية واسعة الانتشار(!!!)
- تداعيات الحدث الأكبر المتعلق باللاعبين ومؤتمر المدرب قبل مباراة الأمس ربما غطت على (الرسالة الإدارية) التي أراد المدرب إيصالها عن (الفوضى) التي تحدث عنها للصحيفة، لكن لا يجب ترك ما قاله يمر مرور الكرام من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم.
- والمقصود من كلام المدرب (إن كان صحيحاً) هو بالتأكيد لا علاقة له بالدعوات الخاصة التي يوجهها اتحاد الكرة لنجوم المنتخب السابقين وشخصيات الاتحاد السابقين، فهؤلاء لهم (بروتوكول) خاص بهم وضيافة منظمة وبعيداً عن مقر اللاعبين، وقد لا يلتقون بهم.. السؤال من هم هؤلاء الذين بمثابة (عفش زايد) في بعثة المنتخب وعلى أي أساس يتواجدون في مقر بعثته الرسمية؟