محمد الخيبري
كتبنا في السابق عن منتخبنا الوطني ومازلنا نكتب عنه وسنكتب عنه وسنستمر نكتب ونكتب لأن في المجال الرياضي لاصوت يعلو على صوت المنتخب الوجه الوطني الأوحد ووجه الانتماء الحقيقي..
نحن مع منتخبنا الوطني في جميع الحالات معه في الانكسار قبل الانتصار يحق لنا أن نبالغ في الفرح ونبالغ في الافتخار ونبالغ في المؤازرة وتذوب ألوان أنديتنا في لون الحياة «الأخضر» السعودي ..
أكاد أجزم أننا مغبوطون على وطنيتنا وانتمائنا وحبنا لوطننا وتعصبنا الجنوني لمنتخبنا واحتفائنا بنجومنا وافتخارنا بهويتنا على مستوى العالم ..
ثقافة الانتماء والتشجيع الرياضي للمنتخبات تحديداً هي ثقافة على مستوى العالم ولكل شعب طريقته في التعبير عن حبه وولائه وانتمائه لوطنه ومنتخب بلاده ..
وأعتقد جازماً أن الشعب السعودي قد يكون مختلفاً في تعبيره فهو ينتهج طريقته الخاصة في مؤازرته للمنتخب الوطني ويمزج الثقة الكاملة بالنجوم مع الاحترام الكامل للمنافس مهما كانت «هويته»..
بالإضافة إلى ارتفاع سقف الطموح والتفاؤل في أي معترك يخوضه الأخضر السعودي حتى تنعكس تلك الثقافة على اللاعبين داخل أرض الملعب وهذه الثقافة تتشربها الأجيال الرياضية السعودية عبر الزمان خاصةً في مجال كرة القدم..
وفي الغالب وقبل كل مباراة لمنتخبنا يحضر الشغف ويرتفع سقف الطموح ويصل التفاؤل لقمته وترتفع الأصوات المؤازرة في الشوارع والأسواق وداخل البيوت ..
في الأمس القريب انتظرنا ظهور الأخضر السعودي الأول في «بطولة آسيا 2023» على الأراضي القطرية أمام منافسه المنتخب الأحمر الشقيق «العماني»..
الجميع انتظر هذا الظهور بشغف وتحفز سواء بالحضور في مدرجات الملعب أو من أمام الشاشات بمعنويات مرتفعة تحت شعار «مع الأخضر .. في كل زمان ومكان»..
وبغض النظر عن ماتؤل إليه أو ما آلت إليه نتيجة لقاء منتخبنا الأول فإن الأجواء الصحية التي صاحبت ماقبل بداية اللقاء بالالتفاف على المنتخب وترك الأحداث الماضية تحديداً ما بعد المؤتمر الصحفي للمدير الفني للمنتخب السيد «روبيرتو مانشيني» وتقديم الدعم المعنوي واللوجستي للأخضر ونجومه في كل مكان يتواجد به الجمهور السعودي العريض ..
وعلى ملعب استاد «خليفة» الدولي بدوحة قطر كان الظهور الأول لمنتخبنا في المعترك الآسيوي والذي صاحب الظهور حضور جماهيري غفير اهتزت له جنبات مدرجات استاد خليفة مؤكداً شغف الجمهور السعودي بملاحقة منتخب بلاده في أي مكان وزمان ..
مؤازرة الجماهير السعودية قبيل لقاء الأخضر في المدرجات والتظاهرات في مواقع التواصل الاجتماعي انعكس إيجابياً على نجوم الأخضر داخل الميدان..
التواجد المميز من نجوم الأخضر القدامى والسابقين في الملعب كان له الأثر الإيجابي على كافة الأصعدة ويعتبر ثقافة رياضية ناجعة وذات أبعاد كبيرة ..
إضافة لذلك تواجد بعض النجوم القدامى والسابقين مع الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً في المساحات في منصة ( X) ومشاركة الجماهير التحليل الفني للقاء وأداء اللاعبين وفرحة الانتصار الأول في المعترك الآسيوي والتحفيز لدعم الأخضر لتحقيق اللقب ..
فظهر نجوم الأخضر بالمستوى المأمول على الرغم من تأخرهم بالنتيجة طوال الشوط الأول إلا أنهم لعبوا بمنهجية فنية عالية طوال المباراة وطبقوا باتقان ماطلبه منهم المدرب حتى استطاعوا بعزيمة الرجال قلب الطاولة على الأشقاء «العمانييين» وكسبوا رهان اللقاء في دقائقه الأخيرة وسط فرحة عارمة في أرجاء الوسط السعودي ..
قشعريرة ..
من المؤسف جداً أن تصاحب البطولة الآسيوية 2023 أحداث تبناها «مجموعة قليلة» من المتعصبين الجهلاء من «بعض» الجماهير والإعلاميين وذلك بعد المؤتمر الصحفي لمدرب منتخبنا الوطني السيد «مانشيني» والذي أفصح عن بعض الأمور الهامة حول استبعاد مجموعة من اللاعبين الدوليين عن تمثيل الأخضر..
ذهاب هؤلاء للانتصار للاعبين بفعل الميول والتعصب للأندية أمر مقلق ويحتاج لتدخل رسمي من الجهات المعنية بداية من إدارة المنتخب والاتحاد السعودي وصولاً لوزارتي الرياضة والإعلام ..
المساس بـ«المصلحة العامة» ممثلة بالمنتخب السعودي هو مساس بمصلحة الوطن وتغليب مصلحة الأندية على مصلحة المنتخب أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ..
في السابق تمت معاقبة نجوم كبار يعتبرون أساطير للعبة في القارة من أجل المنتخب وكانت قرارات صارمة غير قابلة للطرح وللنقاش والتأويل والتراشق الكلامي كما يحصل في وقتنا الحالي ..