سلطان مصلح مسلط الحارثي
لاعبون سعوديون يرفضون تمثيل المنتخب السعودي! أهذا فعلاً حقيقة أم خيال؟! حينما قرأت تصريحات مدرب منتخبنا الإيطالي مانشيني، حول رفض «ستة لاعبين» الانضمام للمنتخب السعودي المشارك حالياً في كأس أمم آسيا في الدوحة، صُعقت من هذا الخبر، وتألمت من الوضع الذي وصل له بعض اللاعبين! وتذكرت أجيالاً سابقة، كانت تفدي هذا الوطن بأرواحها، ومرت علينا قصص لنجوم كبار، خُلدت في صفحات التاريخ، ستبقى شاهدة على «إخلاص» تلك «القدوات» الصالحة.
تصريح مانشيني خطير، وتوقيته كارثي، وهذا يجعلنا نسأل، أين دور إدارة المنتخب؟ ولماذا التزمت الصمت؟ ولماذا لم يتدخل اتحاد الكرة من البداية؟ ولماذا لم يكن هنالك مواجهة لأول حادثة رفض؟
أسئلة كثيرة تُطرح دون إجابات، وأياً تكن الإجابة، في حال تم التحقيق في موضوع رفض اللاعبين، وثبت صحة حديث مانشيني، فإن أقل ما يمكن قبوله لهؤلاء اللاعبين الرافضين تمثيل الوطن، هو «شطبهم»، وإحالتهم للجهات المختصة للتحقيق معهم، فتمثيل الوطن، ليس خياراً، بل واجب على كل فرد من أفراد المجتمع، ومن يرفض القيام به، يجب أن يُحاسب ليكون عبرة لغيره، أما إن صدق اللاعبون، الذين نفوا صحة حديث مانشيني، فهذا وضع آخر، يوجب «طرد» المدرب من منصبه، فمثل هذا «الاتهام» الخطير، الذي يمس سمعة اللاعبين، وإخلاصهم لوطنهم، غير مقبول نهائياً، ولذلك علينا أن ننتظر التحقيقات، لنعرف من الصادق في حديثه، ومن المخطئ، رغم أنني شخصياً أميل لصحة حديث مانشيني، الذي لا يمكن أن يتهم لاعبين، لا يوجد بينه وبينهم أي مشاكل، آملين أن لا تُميع القضية، وتُكتب ضد «مترجم».
ويبقى الاستغراب الشديد، كيف سمح المسؤولون، بفتح هذا الملف قبل مباراة المنتخب السعودي مع عمان بيوم واحد فقط؟! هذا خلل إداري، كشفه لنا مانشيني بشكل جلي، ناهيك عن «عجزهم» عن حل هذه المشكلة منذ بدايتها، ولذلك أياً كان المخطئ «المدرب أو اللاعبون»، يبقى الخطأ الواضح، والذي لا يحتاج لتحقيق، هو خطأ الطاقم الإداري في المنتخب، وهذا يفرض على المسؤول إبعادهم عن المنتخب السعودي، فمن لم يستطع حل مثل هذه المشكلة، وجعلها تكبر حتى انفجرت، لا يستحق الاستمرار ليوم واحد.
مثقفون.. رياضياً مهرجون
في كل مرة يكتب فيها كتَّاب الرأي العام، أو ما يطلق عليهم «النُخب الثقافية»، ويتحدثون عن الشأن الرياضي، إلا وتكتشف «ضحالة» فكر ذلك الشخص الذي قُدِّم للمجتمع على أنه «مثقف»، وتستغرب أشد الاستغراب، أن هذا الفكر «الضحل» قُدِّم على أنه يمثِّل «الثقافة»، بينما الثقافة والنُخب الثقافية براء منه براءة الذئب من دم يوسف.
في عدة مرات، يخرج بعض من أولئك القوم، ليتحدثوا بـ»فوقية» عن الإعلام الرياضي، ويقدِّمون «محاضرات» عن التعصب الرياضي، بينما واقع حالهم، وكتاباتهم ومقاطعهم، تشرح لنا عن عمق تعصبهم، حتى إن أحدهم، ظهر قبل سنوات قليلة، ليؤكد أن نادي الهلال، أكثر نادٍ مكروه في السعودية، وربما هذا «واقعه» وواقع «مجتمعه» الذي يعيش فيه، وينشر «الكراهية» على العلن دون حسيب أو رقيب، وفي المقابل، هذا الشخص، مستعد أن يُقدِّم محاضرة، عن التعصب الرياضي! ومستعد أن «يشيد» بمشجع انتمى للإعلام زوراً وبهتاناً، من أجل أنه يشاركه في الميول!
هذا هو حال بعض من يُقدَّمون للمجتمع على أنهم «مثقفون»، بينما تتكشَّف عقولهم «الخاوية» مع أول حديث لهم في الشأن الرياضي، إذ إنهم مستعدون أن يتخلوا عن ثقافتهم، من أجل ناديهم، والتجاوز على المنافس!
سلطان بن فهد قائد أفضل مرحلة كروية
منذ أن ابتعد الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز عن منصبه، كرئيس لرعاية الشباب، واسمه يتكرر أحياناً تصريحاً وأحياناً تلميحاً، ويُشار إلى «تدخلاته» في عمل المدربين، ولكن ما يجهله البعض وربما «متعمدون»، هو أن فترة الأمير سلطان بن فهد، تعتبر أعظم فترة عاشتها كرة القدم السعودية على مستوى الإنجازات والبطولات، سواء حينما كان نائباً لرعاية الشباب في عهد شقيقه الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله - الذي أوكل له مهام عديدة، أو حتى في فترة رئاسته، حيث حقق المنتخب السعودي جميع إنجازاته في عهد سلطان بن فهد «نائباً ورئيساً»، فإن كان قد تدخل في الأمور الفنية، وحققنا تلك الإنجازات، فأهلاً بمثل هذه التدخلات التي جعلتنا نتزعم آسيا، ونصل للعالمية، في وقت كانت المنتخبات العربية، تغبطنا على منجزاتنا، وتتمنى أن تصل لما وصل له الأخضر السعودي، ولذلك من واجبنا كإعلام مهني، شكر سمو الأمير سلطان بن فهد، على كل ما قدمه للرياضة السعودية، وعلى منجزات منتخبنا التي ارتبطت بسموه، طوال فترة وجوده في الرياضة.