الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على حاجة الناس إلى التوحيد والمداومة على تعلّمه وتكراره لأنه من أعظم الحاجات،وهو فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولهذا كانت عناية المشايخ والعلماء بهذا التوحيد عنايةً ظاهرة، يعيدون فيه ويبدؤون، ويكررون دراسة وإسماع كتاب التوحيد: حفظًا، وشرحًا، وفهمًا، ودعوة، وتطبيقًا.
وشدد الدكتور علي الشبل في حديثه لـ»الجزيرة» إلى أن الذي يُهوِّن من شأن التوحيد جاهلٌ بحقيقته، بل لم يَذُقْ قلبُه طعمَ التوحيد؛ لأنه لو صلَح توحيدُ الناس صلَحت أمورهم، فما الأخلاق، والمعاملات، وتحريم الربا، وترك المحرمات، بل وفعل الواجبات، ما هذه كلها إلا مرتكزة على التوحيد؛ فإنه إذا وحَّد الله صدقًا، وأخلص له العبادة صدقًا، أطاع أمره، واجتنب نهيه، وحاذر معصيته، وسارع إلى طاعته، فالكلام في التوحيد لا يَملُّه من كان موحدًا مؤمنًا صادقًا، لا يَملُّه أبدًا، بل إن نفسه تشتاق إليه.
وأضاف الدكتور على الشبل قائلاً: لقد أدركنا المشايخ إذا انتهوا من كتاب التوحيد كرَّروه مرة ثانية؛ لأنه لا يمل منه، وهو ستة وستون بابًا - مما نعالجه يوميًّا- بل ربما نقع فيه ونحن لا نبالي- فتكرارها ترسيخ لهذا الأصل العظيم، وهذه هي القاعدة؛ فإن البناء إذا كان على قاعدة عظيمة، فإنه يبقى، ويسلم من عوارض الدهر، أما إذا كان البناء على قاعدة هشة، فمآله إلى الهويِّ والسقوط، وكتاب التوحيد لأنه فصل هذه المسائل في ستة وستين بابًا كان العلماء يكررونه، ويعيدونه على طلابهم، ويطالبونهم بحفظ ألفاظه، ويتفقهون في معانيه، وهو ستة وستون بابًا، اشتملت على تحقيق أصل التوحيد لله جلّ وعلا، توحيد العبادة وما اشتملت عليه من مسائل التحذير من الشرك الأصغر، والشرك الأكبر في العبادة، والشرك الأكبر في الربوبية، وأيضًا في تحذير تعطيل الأسماء والصفات؛ فتدرك عندئذٍ عظيم الحاجة إليه.