«الجزيرة» - خالد المشاري:
في قرية آل ذياب التابعة لمحافظة أحد رفيدة عاش العم يحيى بن علي بن عواض آل رفيدة لمدة (145) عاماً، في حالة عمرية نادرة الحدوث في زمننا هذا، حيث ولد العم يحيى عام 1266هـ وفارق الحياة بتاريخ 29-2-1411هـ.
العم يحيى كان نائباً لرئيس قرية آل ذياب في تلك الحقبة، وساهم مع رؤساء القرى في المنطقة بحل الكثير من الخلاقات والنزاعات القبلية التي كانت تحدث كثيراً في ذلك الوقت، وله جهود كبيرة للإصلاح بين الناس، العم يحيى عاش حياة بسيطة حافلة بالهدى والتقى والطاعة، وبذل الكثير من الجهد والعمل الشاق في الزراعة بحثاً عن الرزق الذي كان صعب المنال في تلك السنوات.
ورغم أعمال العم يحيى الشاقة إلا أنه كان قوي البنية ويتمتع بالنشاط والقوة ولم يتعرض طيلة حياته لأي أمراض مزمنة ولم يراجع المستشفيات طيلة سنوات عمره التي بلغت (145) عاماً، حيث كان كان يعتمد على الوجبات الغذائية المهمة وهي اللحم والبر والسمن والعسل والعريكة والشعير والدخن، ولم يكن للزيوت المهدرجة أي وجود في وجباته الغذائية.
أنجب العديد من الأبناء والبنات وكان شخصاً مقبولاً ومحبوباً من القريب والبعيد وصاحب رأي سديد عند المشورة، حيث حدثت مشكلة بين شقيقة وأحد سكان القرية القريبين له، بسبب معركة جمال انتهت بمقتل جمل أخيه، وكادت هذه الحادثة أن تشعل فتيل الفتنة والشجار بين الطرفين، إلا أن العم يحيى تدخل في الموضوع وساهم في حل المشكلة بين الطرفين وقال كلمته الشهيرة (حيوان قتل حيوان، وبهذه الكلمات انتهت المشكلة بين أخيه وصاحب الجمل الآخر ورضي الطرفان برأيه السديد وعادوا إخواناً متحابين.
العم يحيى شارك في العديد من الغزوات التي تدافع عن حدود الوطن وكان آخرها مشاركته في غزوة القهر الشهيرة بمنطقة عسير والتي شارك فيها العديد من أبناء قبيلة قرى لجوان لدعم ومساندة الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة والحفاظ على حدودها ومحاربة الجهل والفوضى.
من جانبه أوضح لـ(الجزيرة) سعود بن يحيى بن علي بن عواض أحد أبناء العم يحيى رحمه الله، أن من أبرز الأسباب التي أوصلت والده لهذا العمر وهذا النشاط هو النظام الغذائي الطبيعي البعيد كل البعد عن الوجبات المضرة بالصحة التي تتسبب بالسمنة والأمراض المزمنة وأمراض القلب لاحتوائها على الدهون المشبعة والمتحولة إضافة إلى حرصه على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر ولا ينام وفي قلبه غل أو حقد أو حسد على أحد طوال حياته الطويلة التي امتدت 145 عاماً، ورغم هذا العمر الكبير إلا أنه كان يتمتع بصحة جيدة ونظره طبيعي، وكان يحرص على شرب الحليب وأكل اللحم من الأغنام التي يشرف على تربيتها ورعيها وغذائها وحريص جداً على تناول العسل يومياً، وفارق الحياة ولم يتعرض لأي أمراض مزمنة كالضغط والسكر، لديه من الأبناء والأحفاد 33.