رحل الشيخ د. محمد العامر عن هذه الدنيا إلى دار الآخرة (رحمه الله رحمة واسعة) حيث توفي يوم الأحد 11-6-1445 وصلي عليه بالحرم المكي ودفن في مقبرة شهداء الحرم بالشرائع عن عمر ناهز السبعين عاماً، وهو من مواليد مكة المكرمة حيث قدم والده الشيخ عبدالله العامر (رحمه الله) من مدينة بريدة بمنطقة القصيم إلى مكة المكرمة قبل خمسة وسبعين عاماً بتكليفه رسمياً رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «الحسبة» بمكة المكرمة والحرم المكي، حيث عرف عن أسرة العامر ببريدة وهم من أعيانها الكرام والمعروفين بأعمال البر والتقوى والنصح وتدريس العلوم الشرعية حيث نالوا بذلك ثقة مشايخها الأجلاء بهذه الأسرة الكريمة، ومن هنا نجد د. محمد أخذ عن والده الشيخ عبدالله العامر «رحمه الله» الشيء الكثير من طيابة القلب وحب الآخرين حتى نشأ وكبر وهو تحت رعاية والده يسمع نصحه وتوجيهاته ويستشيره بكثير من الأمور حتى نال ثقة كل من عرفه، وعرف عن الشيخ محمد العامر حبه للتعليم حيث واصل تعليمه ونال درجة البكالريوس من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حيث لم تثنِ دراسته العليا عن مهام وظيفته بل واصل تعليمه وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه بالعلوم الشرعية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وعرف عنه التقوى والصلاح حيث حباه الله بالعلم الواسع والبصيرة والصبر والحكمة وطيابة النفس وعرف عنه (رحمه الله) بالكرم وإصلاح ذات البين وأعمال بر كثيرة لا نعلمها جعلها الله بميزان حسناته، ولونظرنا إلى سيرته الوظيفية والوظائف التي أسندت إليه وقام بها على خير وجه خلال أربعين عاماً وهي: رئيس كتابة العدل الثانية بمدينة جدة لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، مأذون شرعي لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً في إجراء عقود الأنكحة، كاتب العدل بالديوان الملكي بمدينة جدة لأكثر من ستة أعوام، محكم محلي معتمد لدى وزارة العدل بالمملكة، عضو اتحاد المحامين العرب, مستشار تحكيم دولي.
هذه سيرته الوظيفية حيث ترك بصمات عرفها كل من لازمه خلال أربعة عقود، وبرحيله فقده الكثير والكثير من محبيه وأصدقائه وأقربائه، رحمك الله يا أبا عبدالله وأسكنك فسيح جناته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- ناصر بن إبراهيم الهزاع