محمد العشيوي - «الجزيرة»:
شهد حفل توزيع جوائز صناع الترفيه الذي أقيم السبت الماضي واحدة من أبرز المفاجآت الفنية ولوحة ثقافية هي الأبرز بالوطن العربي حيث شهد ظهوراً مفاجئاً للمطربة المصدر نجاة الصغيرة «85 عامًا»، بعد غياب امتد لأكثر من عشرين عاماً، عن ظهورها في أي مناسبة رسمية حيث تم تكريمها بجائزة الإنجاز مدى الحياة.
وسلم التكريم لها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ، وسط حضور فني كبير بمن فيهم نجوم من السينما العالمية، ووسائل إعلام دولية.
وخلال ظهور الفنانة الملقبة بـ «قيثارة الفن»، قدّمت نجاة الكبيرة بحجمها العريض، أغنية «عيون القلب» بنظام «البلاي باك»، حيث تعد واحدة من أبرز أعمال زمن الفن الجميل والعصر الذهبي للأغنية العربية. وخلال مشوار امتد من أواخر أربعينيات القرن الماضي، وحتى بداية الألفية الجديدة، أثرت الحقيبة الفنية العربية بأغانٍ تعاونت فيها مع كبار الشعراء والملحنين، أبرزهم نزار قباني ومأمون الشناوي وعبدالرحمن الأبنودي وكمال الطويل ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ومحمود الشريف وسيد مكاوي.
ويعد ظهور نجاة في «موسم الرياض»، مفاجأة استثنائية في الحفل، حيث تعد نجاة أيقونة عصرها في حقبة سادت ثم بادت، وجمعت نجاة في مسيرتها بين موهبة الغناء والتمثيل وكان آخر ظهور لها على الشاشة ممثلة في «جفت الدموع» في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، لتبتعد بعدها عن التمثيل وتكتفي بالغناء إلى لحظة اعتزالها الفن، ليشهد تكريمها في حفل joy Awards بالعاصمة الرياض تفاعلاً غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأت نجاة الصغيرة بالغناء في التجمعات العائلية في سن الخامسة، وقدمت أول فيلم لها بعنوان «هدية» عام 1947 في سن الثامنة، وقدم لها مأمون الشناوي أغنية «أوصفوا لي الحب»، وكانت هذه الأغنية بدايتها الفنية الحقيقية.
ومنذ عام 2006 لم تظهر نجاة الصغيرة على شاشة التلفزيون ولم تُشاهد في الأماكن العامة، وظهرت نجاة في مكالمة هاتفية مع محطة تلفزيونية، وكانت تتحدث من ألمانيا حيث كانت تتلقى العلاج الطبي، وفي يناير 2015، رفضت نجاة عروضاً نقدية كبيرة من قنوات تلفزيونية تريد منها المشاركة في مسلسل تلفزيوني مقترحاً عن أختها سعاد حسني.