ميسون أبو بكر
عندما قمت بإجراء مقابلة مع سفير فلسطين في المملكة الأستاذ باسم الآغا قبل خمسة أعوام تقريباً أخبرني عن حكاية يظل يرددها ويطرب لها، فقد التقى الملك سلمان حفظه الله في الجزائر حين كان أميراً لمنطقة الرياض فقدم له نفسه بأنه سفير دولة فلسطين في الجزائر فرد عليه الملك وأنا سلمان بن عبدالعزيز سفير فلسطين في المملكة العربية السعودية. المواقف شواهد، ولست بصدد أن أكتب أو أعدد مواقف المملكة من فلسطين فمن لا يعلم بها جاهل أو جاحد وليست المملكة بأي حال من الأحوال هي الدولة التي تتباهى بمعروفها ومواقفها لأن موقعها المهم في وجدان العالم العربي والإسلامي والفلسطيني ظاهر بيّن وهي كما ذكر الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله إن قدمت يمناها لا تعلم به اليد اليسرى؛ وهذه سنّة نشأ عليها أبناء الملك المؤسس واقتدى بهم إنسان هذه البلد الطيبة، لكن المزايدات التي تحدث اليوم والسفاهات والبطولات الكاذبة والتباهي الأحمق والتنافس المزيف، واقتناص الفرص، واللعب على مشاعر الشعوب وكسب الأصوات كل هذا تبقى المملكة بعيدة عن الخوض فيه أو الشرح أو تفسير المواقف أو الدفاع عن دورها وموقفها فهي المنزهة أن تضع نفسها بهذه الخانة وهي التي أفعالها تتحدث وتدلّل.
ما يستدرج البعض للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي هو اتهامات باطلة ولغط يتزايد إما من جهلاء يقولون مالا يفعلون ويرددون ما لا يفقهون أو من عصابات تعمل لجهات مغرضة ولديها الملايين من الحسابات الوهمية التي تبث ذات المحتوى.
الجهود الحقيقية لا تكون بالكلام وعلى -السوشيال ميديا- وهي ليست استعراض وصف كلام ولكنها أفعال ومساعي يمكننا الاطلاع عليها ان تتبعنا الجهود السياسية الحثيثة للمملكة او الإنسانية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من مساعدات نوعية تسيرها بواخر وطائرات وبإمكان القارئ الكريم تتبّعها والتأكد من ضمان وصولها لأصحابها وجهود المملكة لتخطي الظروف الصعبة التي يفرضها الاحتلال على وصول المساعدات.
الحياة لا تتوقف وبخاصة أن ماساة غزة تعدت قبل أيام المائة يوم، هناك جهود قائمة لتهدئة الموقف ووقف الاعتداء الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وهناك سعي الدول لما فيه مصلحة شعوبها وازدهارها وفي خطاب سفيرة المملكة في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر في دافوس قالت «المملكة العربية السعودية وضعت السلام والازدهار في قلب سياستها وليس التطبيع؛ دعونا نتحدث عن الحياة غير المقبولة لمن بقي على قيد الحياة وليس فقط عن الـ 30000 فلسطيني قتلوا».
رعونة الموقف في غزة خلف ما خلفه من كل أولئك الشهداء والمنكوبين ومن غير المجدي العودة للوراء بل المضي لإنقاذ ما تبقى وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية.
هناك مقولة شعبية تقول «لا تحارش سعودي في وطنه» والبعض يتعمد الإساءة ومن قرع الباب وجد الجواب لكن أمنيتي ألا ينشغل أي فرد من هذه البلد الطيبة بمن يريد استدراجه لمناوشات ومهاترات لا طائل منها سوى إثارة الفوضى، فأفعال المملكة وعطاء شعبها لا يزايد عليه ولسنا بحاجة لإثبات الأفعال والمواقف المشهود لها.
السعودية التي في مسيرة رؤيتها وازدهارها لم تغفل أن تأخذ بيد دول وشعوب المنطقة معها في ركب ازدهارها وتجعلهم جزءاً من نجاحها ومستقبلها، وقد أكد هذا مراراً صاحب السمو عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان الذي يشار له بالبنان في كل العالم وقد قفز وشعبه فوق كل المعوقات ليتجاوز كل الكارهين الحاقدين لنهضة المملكة وهو المشغول اليوم برؤية هذه البلاد ومستقبلها أعزّها الله. فلسطين الحبيبة كنت وما زلت القضية الكبرى للمملكة العربية السعودية ومن أولويات ملكها المخلص لك وولي عهدها الذي هو قول وفعل، وشعبها الكريم الذي أغضبه جحود وحقد البعض، ولست يا فلسطين مجرد شعارات وهتافات تنتهي بعد كل فعالية وحملة ترويجية أو على مسرح تسدل ستائره بعد كل مسرحية.