علي حسين (السعلي)
باسم الذي أُنزِلت من عِندِه السُّوَرُ
والحَمدُ للَّهِ أمَّا بَعدُ يا …..
الموضوع الذي سأتحدث عنه خطير بالنسبة لي كثيرا وربما لدى بعضهم شيء عادي، لكني أجزم سعليا أن ما سأكتبه هنا يَهُمّ شريحة لا بأس بها من المثقفين، ومن بعد إذنكم استميحكم عذرا في إيراد قصة لطيفة كما أزعم، لا تحدقون فيّ هكذا كالذي ينظر مغشيا عليه من الموت… على رِسْلكم يا قوم ! فنحن في الجزيرة وبحر الأدب أمامي ومن خلفي مالك وفوق رأسي عبد العزيز فالفرار الفرار سأسبح منطلقا، سأغرق فرحا أتعرفون لماذ؟!
لأن السباحة في الفكر ثقافة، أجدّف بين الحروف،متجاوزا الفواصل بالظروف، وفي النهاية سأسابق الريح ربما لأستريح.. اطلتُ عليكم اعذروني فأنا في حضرة السيّد غياب،وحين أقول غيابا، أقصدها، أتعمّدها كتابة فالغياب هو.. انتظروني فاصل ونواصل:
سألتهُ وهو حاسر الرأس عند البحر يناجيه عن أربع فقال:
لكي أكون كاتبا
-أشتمْ كل شيء
مبدعا؟
-جامل نافق امدح ما لا يستحق
وفنّانا؟
- لابد أن تجيد الرقص بالأوتار، وفرشاتك لمن يدفع بالحروف
ومسرحيا؟
- كل عرض مسرحي خائب أمدحه وطاقمه
وأديبا؟
- ركّع قلمك حسب ميولهم
- وادعى في المناسبات والأنشطة والمهرجانات؟
- كن ذئبا مستعدا للهجوم، ثعلبا إن راوغوا، مطيّة إن ابتعدوا
بعدها رنّ هاتفه،كان خائفا،انزوى في ركنٍ قصي سمعتُ كل شيء!
التفت إلي بخنوع: كن مثلي، وكفى!
هذه قصة خيالية افترضتها والأكيد على كل حال
لا تقترب من واقعنا من صلة لا من قريب ولا من بعيد ومَنْ قال ذلك؟!
نعود لموضوع مقالي: لا تكسروا خاطر المثقف يا سادة ياكرام، فهو يحمل في قلبه السلام، ومن طرف أنامله تطير أسراب الحَمَام، فإن كتب عن الهوى عن الغرام فاتركوه يشكو ويبكي بالحروف، لا تجرّوه كالخروف، قلمه وطن، لا يعبد كل حالم بوثن، بحره هادئ، لا تسقطوه في بركة آسنة، لا تحكموا عليه قبل أن تسمعوا ، فهو بين ظالم لنفسه وعادل ، افردوا جناحيكم ، بالله عليه حنانيكم ، فهو يتلو آيات الجمال بالفواصل ، لا تقطعوه صلوه قدر المستطاع فهو معكم ينصاع إلا بدراهم معدودة يشترى لا يباع ، فهو مثقف أتعرفون ما معنى مثقف ؟ يعني يغني يشتاق إلى ليلاه ، ولا يعرف الحزن سواه ، تكريم يليق به هذا وربي جلّ مناه ، لإجتماعكم ادعوه لا مِنّة منكم ولكن لحفظ ماء وجوهكم خذوه واشربوه طاهرا كزمزم.. كرروا أصحابكم تفننوا في إغوائكم، فلكل وشاية نكاية تلف تدور تعود لكم يا معشر النفاق، فهو لحرفه توأمة يحضنه في عناق، اعتدلوا استووا توجهوا لقبلة الشقاق، وامسحو حجر الفراق، لا يهمه إن تقدّم أو تأخر، ولكن احذروا أن تكسروا له قلما، فهو سفينة وفنار وعلم ولنصوصه بعيدا عنكم اغتنم…
هذا على حدّ حلمي والسلام.