«الجزيرة» - محمد العيدروس:
نجحت المملكة في تقديم برنامج استمطار السحب لكونه أحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر، وهو ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية المتكاملة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وأكد المدير التنفيذي للبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة الأستاذ أيمن البار في حوار خاص لـ «الجزيرة» أن الهدف الأساسي للمشروع هو البحث عن طرق إضافية؛ لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، وهو المساهمة في الحد من التصحر وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية 2030.
مشيراً إلى بدء تنفيذ أولى الرحلات الجوية على منطقة الرياض، وحققت أهدافها المرجوة من حيث نجاح عملية الاستمطار والعامل الزمني لها، وأعلن البار في هذا الصدد عن توقيع عقود لشراء 5 طائرات لصالح البرنامج أربع منها مجهزة لعمليات الاستمطار، وطائرة خاصة لأبحاث ودراسات الطقس والمناخ، وتُعد هذه الطائرات الأحدث من نوعها ومجهزة بجميع التقنيات.
وفي ما يلي نص الحوار:
* هل يمكن القول بنجاح مشروع الاستمطار في المملكة - كأحد أهم المشروعات الرائدة في إطار مشروع رؤية 2030؟
- تكمن أهمية برنامج استمطار السحب في المملكة لكونه أحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر، وهو ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية المتكاملة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والبحث عن طرق إضافية؛ لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، كما يساهم في الحد من التصحر وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية 2030. ودعم توجهات ومستهدفات المبادرة الوطنية المعنية بالسعودية الخضراء.
ويستهدف البرنامج زيادة معدل الهاطل المطري بالمملكة عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً، لكون المملكة تعدّ من أكثر بلدان العالم جفافاً، ولا تحتوي على مسطحات مائية دائمة من أنهار وبحيرات، وتم تدشين العمليات التشغيلية للبرنامج وانطلاق أولى الطلعات الجوية للاستمطار على أجواء مناطق الرياض والقصيم وحائل، وذلك ضمن المرحلة الأولى للبرنامج.
* ما هي أحدث نتائج ومستجدات هذا البرنامج الوطني اللافت؟
- أعلن البرنامج عن أبرز نتائجه التي تحققت من أعماله التشغيلية حيث بلغت نسبة الهاطل المطري 3 مليارات متر مكعب مع كفاءة تشغيلية تتجاوز الـ97 % كما أن العمليات الحالية للاستمطار تعمل وفق الخطة الزمنية المعدة لها وفي إطار العمل التشغيلي، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية.
وسعدنا في البرنامج الإقليمي للاستمطار بتوقيع عقد شراء 5 طائرات لصالح البرنامج أربع منها مجهزة لعمليات الاستمطار، وطائرة خاصة لأبحاث ودراسات الطقس والمناخ، وتُعد هذه الطائرات الأحدث من نوعها ومجهزة بجميع التقنيات. وكانت منجزات العمليات التشغيلية للبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب حتى ديسمبر 2023م على النحو التالي:
استهدف البرنامج 6 مناطق شملت: الرياض والقصيم وحائل، وعسير، ومكة المكرمة، والباحة، مستخدمًا 4 طائرات استمطار وطائرة واحدة للأبحاث.
بلغت الرحلات 415 رحلة استمطار و36 رحلة أبحاث واستغرقت حوالي 1312:45 ساعة استمطار و111:29 ساعة أبحاث. وكانت النتيجة الإجمالية للهاطل المطري حوالي 29،176.6 ملم. وبذلك نجح البرنامج في زيادة مستويات هطول الأمطار؛ ويسهم في إيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة المساحات الخضراء إلى جانب تكثيف الغطاء النباتي؛ لمواجهة التصحر وتخفيف مظاهر الجفاف من خلال كوادر وطنية مؤهلة وتتميز بأعلى جاهزية، ويسهم البرنامج في تحقيق مستهدفات رؤية 2030م.
* ما هي استمطار السحب؟
- عملية استمطار السحب.. هي عبارة عن تقنية لزيادة كمية ونوعية الأمطار لأنواع من السحب، لاستغلال خصائصها وتحفيز وتسريع عملية هطول الأمطار على مناطق معينة ومحددة مسبقاً.
* كيف تتم عملية استمطار السحب؟
- تتم عملية استمطار السحب من خلال طائرات مخصصة لبذر مواد دقيقة ليس لها ضرر على البيئة في أماكن محددة من السحب، مما يغير العمليات الفيزيائية الدقيقة داخل السحابة نفسها، وذلك عن طريق الطائرات، المولدات الأرضية، الدرونز.
* أهداف مبادرة برنامج الاستمطار
- زيادة مستويات هطول الأمطار وإيجاد مصدر جديد للماء وتكثيف كثيف التشجير عبر الاستمطار ومن ثم تقليص رقعة التصحر إلى جاني تأهيل الكوادر الوطنية والبحث عن مصادر مائية جديدة للمساهمة في تخفيف ظواهر الجفاف وتهيئة الموارد الطبيعية والبيئية للتكيف وتعزيز الأداء البيئي.
* ما هي الدول التي تستخدم الاستمطار الصناعي؟
- عملت العديد من الدول الصناعية الكبرى على توسيع الاعتماد على الاستمطار الصناعي والذي يطلق عليه في بعض الأحيان «الاستمطار الكيميائي» على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصين والمملكة، وأيضا الإمارات التي وسعت من استخدام هذه التجارب لمواجهة تلك التغيرات المناخية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أول من اخترع واكتشف الاستمطار هو الدكتور بيرنارد فونيجت في عام 1946 وهو شقيق الروائي الشهير كورت من خلال طريقة «يستمطر» بها السحب باستخدام مادة يوديد الفضة، وذلك بنشر ذرات وجزيئات تكثيف تتسبب في هطول الأمطار.
*مئات رحلات الاستمطار في المملكة
- وصلت عدد رحلات الاستمطار في المملكة منذ بداية البرنامج بداية عام 2022 إلى 400 رحلة محققة نتائج ايجابية، ووفقا للرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام أن مبادرة الاستمطار هي إحدى المبادرات الإقليمية التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة الشرق الأوسط الأخضر بالعلا والمملكة، وقال؛ لدينا التزام بزراعة عشر بلايين شجرة، وهذه الأشجار تحتاج في بلد شحيح بالمياه في ظل عدم وجود انهار، وعدم وجود عيون كان لا بد من وجود مصادر جديدة للمياه، وهنا تأتي مبادرة الاستمطار الصناعي، وتعمل تقنية استمطار السحب على زيادة كمية ونوعية الأمطار لأنواع معينة من السحب؛ من أجل استغلال خصائصها وتحفيز وتسريع عملية هطول الأمطار على مناطق محددة مسبقًا، وتتم من خلال طائرات مخصصة لبذر مواد دقيقة ليس لها ضرر على البيئة في أماكن محددة من السحب، ويهدف البرنامج إلى زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي؛ لمواجهة التصحر من خلال كوادر وطنية على أعلى جاهزية، ويسهم في تخفيف ظواهر الجفاف، وتهيئة الموارد الطبيعية للتكيف، وتعزيز الأداء البيئي لزيادة هطول الأمطار وتحقيق الاستدامة البيئية، إضافةً إلى بناء القدرات البشرية لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية المملكة 2030.