اطلع الشارع الرياضي في الأيام الماضية على الأخبار والتصريحات التي تناقلها بعض اللاعبين الأجانب الذين قدموا للدوري السعودي حول عدم ارتياحهم أو تأقلمهم في المملكة سواءً كانت لأسباب معيشية أو رياضية، وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي حينها بالتعليقات والتي طالب البعض بالتقييم وإيجاد مكامن الخلل في برنامج الاستقطاب، والبعض الآخر رمى بالملامة على الأندية كونها قد تكون المتسببة في حالة عدم ارتياح هؤلاء اللاعبين، وبقينا على هذا الحال نبحث ونحاول إيجاد المشكلة لكي ينعم هؤلاء اللاعبون بالراحة التامة ولكن نسينا الأهم وهو أن الكرة السعودية والمملكة كحال أي دولة ودوري يذهب هؤلاء اللاعبون للعب فيه وقد لا يجدون الأجواء التي تتناسب مع طبيعتهم وهو أمر طبيعي جداً ومرتبط بشخصية وبيئة اللاعب نفسه ليس للدولة أو للدوري المحلي أي ذنب فيه، حالات كثيرة مرت علينا سابقاً بأن وجدنا لاعبين بسيرة ذاتية متواضعة لم يتأقلموا في المملكة أو في الدوري وطالبوا بالرحيل ولم يكن لنا أي ذنب في ذلك وإنما لطبيعة الشخص، وهناك حالات أكثر من لاعبي الصفوة في العالم وفي الدوريات المتقدمة لم يتأقلموا في العيش بالمدينة التي بها أنديتهم أو أسلوب لعب الدوري وذلك يعود للاعب ولا يقلل أبداً من قيمة الدوري الذي يلعب فيه، لذا فإن ربط هذه التصريحات وعدم الارتياح من قبل بعض اللاعبين ببرنامج الاستقطاب أرى بأنه ربط في غير محله، فهناك لاعبون تعودوا على نظام حياة معين لا يستطيع فرضه في السعودية وهذه طبيعة اختلاف الثقافات ونمط المعيشة والبيئة ولا نعني بذلك أن هناك دولة أفضل من أخرى أو هناك تقصير معين ولكنها اختلافات قد تجد من يتقبلها وتجد من لا يستطيع ذلك، فجميعنا يعلم بأن الامتيازات المالية التي يحصل عليها هؤلاء اللاعبون تساوي أضعاف ما كانوا يتقاضونه في تجاربهم السابقة، ويحظون برعاية لهم ولأسرهم وتوفير لجميع متطلباتهم على وجه السرعة ويقيمون في دولة أصبحت واجهة للعالم في العديد من الأصعدة، أما عن عدم ارتياح لاعب أو لاعبين فهو في المعدل الطبيعي ولا يجعل برنامج الاستقطاب في دائرة التقييم لهذه الحالات لكونها موجودة في كل دوريات العالم، ولم تكن في يوم مرتبطة بقيمة اللاعب الفنية والسوقية، فعلى سبيل المثال لاعب بقيمة ونجومية كريستيانو رونالدو وهو اللاعب الأشهر على مستوى العالم يبدو عليه التأقلم الكبير والراحة والاستقرار في المملكة على القيض تماماً مع لاعب بإمكانيات ونجومية أقل كميشائيل في الهلال يبدو عليه عدم ارتياحه بشكل كبير ورغبته الدائمة في العودة إلى البرازيل وكلها حالات طبيعية لا يُقاس عليها أي رأي، ما أعلمه بأن المشروع مستمر إلى أهداف أكبر توسعية وخطط ممتدة لسنوات والإصلاحات والتقييم فيه مستمر، وقياساً بحداثة المشروع فالنتائج حتى الآن مثمرة جداً ولكن بالتأكيد هناك عمل ينبغي القيام به وملاحظات يجب تلافيها وإن كانت منطقية لقصر عمر المشروع، قد يخرج لاعب ويفشل لاعب ولا يتأقلم لاعب وكلها في السياق الطبيعي في كرة القدم والاحتراف ومن الظلم أن توضع ضمن تقييم برنامج الاستقطاب.
رسالتي: ما زلنا في أول الطريق ولكننا نتلمس نجاح المشروع، لدينا ملاحظات ولكنها لا تلغي بدايته الموفقة، قضية أي لاعب ظهرت على السطح لا يجب أن نرمي بالسبب على الأندية، التعاطي مع هؤلاء اللاعبين اختلف عن السابق ولن تجد هناك ممارسات كانت تُرتكب سابقاً في حقهم نتيجة إدارات غير محترفة كانت تدير الأندية، وأثق بأن القادم أجمل.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer