عبدالمحسن بن علي المطلق
«زاجالوا» أعني به اللاعب المدرب، والذي قبيل بضعة أيام رحل، ومعروف في خليجنا مدرباً فقط، لكنه لا يخفى ما سطّر بالمستطيل الأخضر كلاعب ((متوّج مع منتخب بلاده بـ4 كؤوس عالم))، وعمره ناهز المئة دون عامين..بعد مشوار حافل قضاه بالرياضة، وكرة القدم تحديداً، كما وزاد من رصيده (مدرباً) إذ جلب لمن درّبهم ألقاباً سجّلت له في مسار (إنجازه الرياضي).. والجملة الأخيرة هي ما أركّز عليها/ إن من دفعه توجهه لأمر لا يمس الأديان ولا يقارب الساسة وأهلها، ففي الغالب ستكون (وجهة) رضيّة وحياته هنيّةً من غالب الإشكالات، وهذا من حسنات البُعد عن السياسة لأنها بعيدة عن صخب تلكم وإفرازات ما يندّ عنها، عدا استثناء لا يذكر.. همُ مشجعو الفرق الأخرى، الذين فُرادهم في غالبه قلما يتعدّى المستطيل الأخضر، أو أجواء ما تحتدم فيها المنافسة، تحديداً مباريات الفصل(النهائيات) وما في حكمها.
نعم كانت حياته منسابة أو كذا أزعم بل لا أظن عكّرها شيء يستحق الوقوف عنده بالذات إن الآلام الرياضية سرعان ما تنجلي، إذ ما أن يمضي موسم إلا ونيف (أقل من رقم خمسة) من الأشهر يُشرع بموسم آخر ليركن الإنجاز السابق خلف رقم من أرقام.. درجات الصعود للمجد الحقيقي كلما تزداد تلك الدرجات، وأعني به أي منجز سابق وخذها (أو يا للمفارقة) لو أن الرياضة محاكية للسياسة ما استطاع «الراحل» تدريب فريقين هما غريمين.. الهلال والنصر أو حتى منتخبين أنداد، إذ لا يقل تنافسهما عمن ذكرت هما المنتخبان السعودي والكويتي، ثم لما بقي بأحد أعين عشاق الكرة إن خسر العين الأخرى يرحل اليوم كأحد أقطاب الكرة، وممن أجمع عليه، لما يلقى في كل ساحة رياضية حلّ بها من الاحتفاء.. وهنا تنادي الرياضة وتاجها غير المختلف عليه ((كرة القدم)) على ذاتها أنها سبب، ورابط اجتماع على محبة أولئك الذين اختصوا بمجال فبذلوا له ما جعلوا من كرة القدم يزيد رصيد الشغف بها لما كان من بديع قدمته نوعيته التي إلى اليوم تعدّ من القلائل بل إن له في بلادة من البصمة حيث كان بين تلك الثلة التي جلبت لـ(ساو باول) أول كؤوس العالم 1952 وتحسبه زاد إثبات تلك حين ألحق بالتالية مباشرةً 1962 في الحفاظ عليه.. مما كان سبب تعزيز له.. ومكانة جيله، في البصمة التي لا تُنسى، أو كما أبّنته الرياضية- الوردية- في عددها رقم 13248 .. على أنه (آخر راقصي فرقة السامبا)، بالمناسبة هي نوع من العزف البرازيلية، والتي ترجع لجذور إفريقية، وقد ترجع لاسم - أي الإيقاع -لأنجولانو سامبا، ويتم فيها على نغماته -السامبا - في الاحتفالات البرازيلية نعم/ وداعاً «ماريو زاجالوا» أو ما أطلق عليه «الأستاذ البرفيسور».