م. بدر بن ناصر الحمدان
المبادرة السعودية المتمثلة في منتدى الألكسو للأعمال والشراكات، والذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في العاصمة التونسية يناير الجاري، يمكن اعتبارها «نقطة انطلاق» حقيقية في «إدارة التغيير» المنشود في عقلية المنظمات العربية والتي عاشت أغلبها ولفترات طويلة «مناخاً تقليدياً» لم يُمكّنها من الوصول إلى مستوى «التحوّل» في بيئات أعمالها ومنتجاتها التي كان ولا يزال يُعوّل عليها المراقبون وأفراد المجتمع العربي .
هذا المنتدى الذي يُقدمه المنظمون على أنه «منصة حاضنة» للشراكات الممنهجة والمبنية على حزمة مشاريع مُؤطرة مؤسسياً وتنظيمياً ومرتبطة بمؤشرات قياس وأهداف ومصادر تمويل وخطط زمنية قابلة للتنفيذ، استطاع أن «يُبرهن» وفي فترة وجيزة وبالدلائل على أن الإقليم العربي زاخر بالخبرات والعقول والتجارب والمقومات القادرة على بناء منظومة أعمال احترافية يلمسها المواطن العربي ويتعايش معها وتؤثر في حياته وثقافته بشكل مباشر ، وتعزز من ثقته بالاعتماد عليها في التخطيط لمستقبله ومستقبل أسرته.
اللافت للنظر في هذا المنتدى أنه قدّم معايير «عملية» متقدمة في منهجية بناء الشراكات، وكان أكثر «شفافية» و«قدرة» على تحليل الوضع الراهن ووضع الحلول المناسبة ، ولم يترك أي مساحة للبيروقراطية الإدارية التي من شأنها تأجيل الكثير من الأحلام والطموحات، متجاوزاً بذلك الشعارات المستهلكة في ما كانت تسوّق لها كثير من مذكرات التفاهم و الاتفاقيات التي لم تُقدّم في جلّها «منجزاً حقيقياً» يمكنها من المنافسة على المستوى الدولي ويضمن «استدامة» تلك البرامج والمشاريع بشكل يكفل الاستفادة من «الميز النسبية» و«الميز التنافسية» للدول العربية الأعضاء .
ما يمكن الحديث عنه اليوم، أن هذا المنتدى قد رفع سقف التوقعات لدى كل مواطن عربي، وعزّز من مستوى «التفاؤل» و«الثقة» في رحلة التغيير التي بدأت في أروقة «الألكسو»، والتي حتماً ستمنح «الجرأة» لدى مسيري العمل في المنظمات العربية الأخرى للذهاب إلى الأمام، فقصة النجاح تبدأ بـ«قرار».