عمر إبراهيم الرشيد
هل لعبت وسائل الإعلام الاجتماعي دوراً في كشف فظائع الاحتلال الصهيوني وزيف صورة (إسرائيل) في المخيال الغربي الشعبي تحديداً. هذا ماظهر على منصات الإعلام الاجتماعي منذ بدء اجتياح غزة وتقتيل وتهجير سكانها العزل، حتى أنك ترى وضوح الصدمة على من يتحدثون ويعلقون على هذه المجازر، من رموز أكاديمية وطبية وفنية وثقافية وعامة. ليس هذا فحسب، بل إن برلمانات غربية ضجت بنواب علت احتجاجاتهم على سكوت حكوماتهم والعالم على ما يحدث في هذا القطاع. بينما حكومات غربية تتشدق بديمقراطيتها تقف مع القاتل ضد الضحية وهم سكان غزة العزل، بدعوى مسؤولية (حماس) وحدها عما يحدث، حتى خرج الاتحاد الأوروبي بقرارات ضدها وتجريمها دون أن يجرؤ حتى على إدانة عدوان حكومة الاحتلال أو تحميلها أدنى مسؤولية.
ومع أن فلسطين ترزح تحت الاحتلال منذ ما سمي بالانتداب البريطاني عام 1917م وإلى يومنا هذا، فإن هذا الاجتياح لم يسبق له مثيل منذ ذلك التاريخ، حتى قتلى وأسرى جنود الاحتلال لم يسبق وأن كانوا بهذه الأعداد، فكأن غزة ومع كل شهيد يسقط، يسقط معه حجر من بناء هذا الكيان الغاصب، وتتكشف مع كل صرخة أم ثكلى وأب مكلوم الصورة الحقيقية لـ(الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط) كما يردد الإعلام العالمي جهلاً أو تجاهلاً.
(إسرائيل) تحفر قبرها بنفسها حين تدك بيوت وبنايات شعب غزة الأعزل المرابط، وتعجل بانتقام التاريخ مما اقترفته وماتزال بحق أهل الأرض التي تعربد فيها منذ 1948م.
غزة وإن كانت تجري أنهار الدم فيها، فإنها ترسل للعالم نذر سقوط صورة كيان مغتصب ظل يروج صورته على أنه ضحية دول تحيط به وتهدده، لتصحو شعوب العالم الغربي تحديداً على حقيقة هذا الكيان وهذا ما يخشاه ويحاول عبثاً أن يداريه ولكن الشمس لا تغطى بغربال، إلى اللقاء.