يعقوب المطير
سيناريو غريب ومفاجئ صدم الكثير من متابعي بطولة كأس أمم آسيا المقامة حالياً في دولة قطر عندما تعثرت كوريا الجنوبية المتصدرة أمام المنتخب الماليزي في آخر الدقائق من فوز 3-2 ومتصدر المجموعة و يقابل ثاني المجموعة الأخرى «المنتخب الياباني» إلى تعادل 3-3 في الدقيقة الرابعة عشرة بعد انتهاء الوقت الأصلي لزمن المباراة وينزل إلى المركز الثاني ويقابل متصدر المجموعة «المنتخب السعودي» وسط ضحكات غريبة من المدرب الألماني «كلينسمان» التي عكست ملامح وجهه رضاه بالنتيجة -كما فسره الآخرون- حتى لا يقابل المنتخب الأقوى في قارة آسيا حالياً «المنتخب الياباني» في دور الـ16، واختار ملاقاة «السعودية» في دور الـ16 باعتبارها طريقاً أسهل من اليابان كما يعتقد كلينسمان مدرب كوريا الجنوبية.
مباراة الغد -الثلاثاء- «المنتخب السعودي وكوريا الجنوبية» وهي المباراة الأقوى في دور الـ16 مباراة خروج مغلوب يغلب عليها الأمور المعنوية أكثر من الأمور الفنية وتحديداً من السيناريو الذي اتخذه المنتخب الكوري في المباراة الأخيرة أمام ماليزيا من دور المجموعات وسط استياء الكثير من وسائل الإعلام سواء في البطولة الآسيوية هنا في دولة قطر أو على مستوى العالم ، لأن أي تصرف في ملعب كرة القدم من شأنه أن يؤدي إلى الإخلال بنزاهة مسابقة أو مباراة كرة القدم فهو أمر وتصرف يرفضه الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بكل تأكيد.ولكن ربما يكون منطلق عامل تحفيزي للمنتخب السعودي من شأنه أن يقوده إلى الفوز على المنتخب الكوري الجنوبي، لأنه -أي المنتخب الكوري- لم يحترم المنتخب السعودي الأول وحتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة عندما تخلى عن صدارة طبيعية للمجموعة وتعادل مع المنتخب الماليزي وهو منتخب ضعيف لم يحرز هدفاً واحداً في البطولة في المباراتين من الجولة الأولى والثانية، وتلقى ثلاثة أهداف ماليزية في شوط واحد من مباراة واحدة في أحداث مثيرة ومريبة تدعو للشك. نعم صحيح بأن المنتخب السعودي الأول تصدر مجموعته بفوزين على عمان وقيرغستان وتعادل سلبي مع تايلندا، إلا أن الجمهور السعودي ما زال غير راضٍ عن مستوى المنتخب السعودي الأول في البطولة الآسيوية حتى الآن، وهناك علامة استفهام حول تكتيك المدرب الإيطالي السيد مانشيني وتراجع مستوى بعض اللاعبين المهاجمين ولاعبي خط الوسط بدون ذكر أسماء، ولكن مباراة السعودية وكوريا الجنوبية هي أول تحدٍّ لتكتيك المدرب الإيطالي ذي الصبغة الدفاعية أمام فريق هجومي يقوده مدرب عُرف عنه النزعة الهجومية ويملك أفضل مهاجم في الدوري الإنجليزي الممتاز الكوري»سون هيونج» لاعب توتنهام الإنجليزي وهدافه الشهير. فهي بكل تأكيد فرصة ذهبية سانحة لبعض اللاعبين في المنتخب السعودي بتقديم مستوى أفضل مما قدموه في دور المجموعات والفوز على المنتخب الكوري والتأهل إلى دور الـ8 باعتبارها كأفضل وسيلة للرد على تراجع مستوياتهم.
المنتخب السعودي الأول سوف يلعب مباراة كوريا الجنوبية -غداً الثلاثاء- وسط دعم جماهيري غفير وكبير من الجمهور السعودي وكأنه يلعب على أرضه، فهل يعيد المنتخب السعودي ذكريات بطولة كأس أمم آسيا 88 عندما هزم كوريا الجنوبية في قطر وحقق البطولة الآسيوية، بأن يستطيع من الفوز على المنتخب الكوري ويهزمه مرة أخرى في قطر أم يكون للمنتخب الكوري كلمة أخرى غداً؟
دعواتنا بأن يحالف التوفيق المنتخب السعودي ويفرح الشعب السعودي بالتأهل إلى دور الـ8 بإذن الله تعالى.