الكويت - كونا:
يبدأ صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة اليوم الثلاثاء زيارة إلى المملكة يجري خلالها مع القيادة السعودية مباحثات تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الاخوة والمصاهرة إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك إلى جانب التنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية تأكيدا للتعاون الوثيق الذي رسخته قيادتا البلدين عبر الزمن ورؤيتهما الواعدة.
وتعكس زيارة سمو أمير الكويت الحرص المتبادل لدى قيادتي البلدين الشقيقين على التواصل والتشاور المستمر حول مجمل القضايا استكمالا لنهج متأصل لدى البلدين للدفع قدما بتلك العلاقات نحو آفاق أرحب.
وتعاقبت الزيارات المتبادلة في السنوات الأخيرة بين قيادتي البلدين إذ زار سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المملكة في الأول من يونيو 2021 حينما كان وليا للعهد ثم زارها في 25 أكتوبر عام 2021 لحضور قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة الرياض وأعقبها بزيارة في 14 ديسمبر لترؤس وفد الكويت في اجتماع الدورة الـ 42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي 16 يوليو عام 2022 زار سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المملكة حيث ألقى كلمة الكويت في قمة جدة للأمن والتنمية ثم زارها في الثامن من ديسمبر لحضور الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية - الصينية والقمة العربية - الصينية التي أقيمت في الرياض.
وفي 19 مايو عام 2023 زار سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة كما زارها في 19 يوليو للمشاركة في اللقاء التشاوري الـ18 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى.
وفي 20 أكتوبر عام 2023 زار سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المملكة لترؤس وفد الكويت في القمة الخليجية مع رابطة آسيان التي أقيمت في مدينة الرياض كما زارها في 11 نوفمبر الماضي حيث ترأس وفد الكويت في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض.
وكان سمو أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قد زار المملكة في يناير 2021 لترؤس وفد الكويت في اجتماع مجلس التعاون الخليجي وسبقتها زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت في ديسمبر عام 2016.
وفي موازاة ذلك تبادل المسؤولون في البلدين الزيارات الأخوية للتنسيق المشترك بشأن مختلف القضايا حيث زار وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح الرياض في يونيو 2022 كما زار وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الكويت في فبراير عام 2023 فيما زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح المملكة في أكتوبر الماضي.
وكان سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق قد زار المملكة في سبتمبر 2022 في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه تأكيدا على أهمية المملكة للكويت ومتانة علاقاتهما.
وتجسدت الروابط الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين في أبهى صورها في الموقف السعودي المساند لدولة الكويت والمدافع عن شرعيتها واستقلالها اثناء الغزو العراقي عام 1990 واستقبال المملكة للقيادة السياسية والحكومة وللشعب على أراضيها وتقديم المساعدة بكل أشكالها ومساهمتها الفاعلة في تأسيس تحالف الدول المشاركة بتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
ولم تأل الكويت جهدا في تأييد السعودية في كل الصعد والتضامن التام معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها انطلاقا من الروابط التاريخية الوثيقة ووحدة المصير وإيمانها التام بأن أمن المملكة واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن الكويت.
وتعززت العلاقات الأخوية باتفاقيات عدة في مختلف المجالات منها الإعلامية والثقافية والاقتصادية وخدمات النقل الجوي والعمل على تسهيل التنقل لمواطني البلدين وانسياب البضائع التجارية عبر الحدود إضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات عدة والتي كانت تسبقها دائما اجتماعات تنسيقية وتشاورية بين الجانبين إضافة إلى مشاركة البلدين في الفعاليات المشتركة.
ويشمل التعاون بين الكويت والمملكة المجال الاقتصادي لاسيما التنسيق فيما يتعلق بسياسة البلدين النفطية لتعزيز الاستقرار في الأسواق النفطية باعتبارهما من أكبر المنتجين للنفط في العالم كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي أدت إلى نمو ورواج حركة الواردات بينهما بمعدلات شبه مستقرة.
وفي 11 ديسمبر من عام 2022 وقعت المملكة والكويت مذكرة تفاهم لتطوير (حقل الدرة) تهدف إلى إنتاج الغاز غير المصاحب بكميات إجمالية تعادل نحو مليار قدم مكعبة قياس من الغاز يوميا و 84 ألف برميل يوميا من الغاز المسال.
وفي 26 سبتمبر عام 2023 أعلن مجلس الوزراء السعودي الموافقة على اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة دولة الكويت بشأن مشروع الربط السككي بين البلدين.
وهناك تعاون كويتي سعودي في مجال النقل والمواصلات حيث وقعت شركة الخطوط الجوية الكويتية في 14 مايو عام 2023 اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط الجوية العربية السعودية بهدف تعزيز الشراكة الثنائية والاتفاق على التوسع بجميع أنواع التعاون بين الجانبين وتقديم خدمات أكثر تنافسية وفعالية من حيث التكلفة وتعزيز العلاقة التجارية.
وعلى الصعيد البرلماني فإن التعاون بين مجلس الامة الكويتي والشورى السعودي متنام على الدوام عبر لجنة الصداقة المشتركة وتبادل الزيارات والتنسيق المستمر في المحافل الدولية بشأن مجمل القضايا الإقليمية والعربية والدولية.
وفي مايو عام 2023 زار وفد سعودي الكويت للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والتصدي لكل أنواع التهريب والتسلل عبر المنافذ الحدودية المشتركة بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين.
وفي مجال التعاون السياحي والديني زار وفد من الهيئة السعودية للسياحة الكويت في سبتمبر عام 2022 للترويج للوجهات السياحية في المملكة وبحث فرص التعاون والعمل المشترك فيما شغلت الكويت 75 رحلة في يونيو 2023 خلال موسم الحج لنقل تسعة آلاف حاج إلى بيت الله الحرام عبر خمس شركات طيران كويتية وسعودية.
ولطالما مثلت العلاقات الكويتية السعودية نموذجا استثنائيا وفريدا للعلاقات المبنية على أسس صلبة ترتكز على الروابط الأخوية التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين ووشائج القربى والمودة والمصير المشترك.