عبدالرحمن التويجري - بريدة:
شدد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على أن يكون هناك قوة إعلامية محترفة لمواجهة المحتوى السلبي في وسائل الإعلام داخليا وخارجياً، والذي يستهدف لحمة وطننا ومجتمعنا، من خلال صناعة المحتوى الإيجابي وتعزيز الوعي لدى جميع مكونات المجتمع ،حيث ان الوطن لديه البنية الإعلامية القوية بأيدي ابنائه المخلصين، والتي تساهم في وصول الرسالة في مختلف الوسائل والمنصات الإعلامية داخلياً وخارجياً.
جاء ذلك، خلال حديث سموه في الجلسة الأسبوعية التي أقيمت بعنوان: «صناعة المحتوى .. أدبياته ومسؤولياته»، وذلك في قصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور أصحاب الفضيلة والمسؤولين والأعيان وأهالي المنطقة.
وأشار سمو أمير منطقة القصيم إلى قوة التأثير في المنصات الإعلامية التي يجب أن يقابلها وعي إعلامي كبير في تداول وتناقل المعلومات وإبراز المنجزات بمصداقية عالية، وما يمكن أن يستفاد منه أو يؤثر سلباً على أفراد المجتمع.
وقال سموه: إننا -بفضل من الله - قد استشعرنا في وقت سابق أهمية صناعة المحتوى الإيجابي ، فحرصنا على تخصيص جائزة لصناعة المحتوى لتشجيع كل من يطرح محتوى جميل ومنصف ومفيد ويحفز كل من له طرح ومداخلات او حضور على منصات الإعلام، ويغطي الجوانب الوطنية والثوابت في بلادنا، ويكون لهم أثر إيجابي على أفراد المجتمع، ويتم تكريمهم سنوياً في العديد من المسارات وهذا ولله الحمد خلق تنافساً إيجابياً لتعزيز المحتوى المفيد والذي يكون له أثر صناعة المحتوى الإعلامي.
وأضاف سموه خلال حديثه، بأن أصبح كل إنسان يحمل معه كافة الأدوات الإعلامية التي بالإمكان الاستفادة منها إيجاباً أو سلباً، وهذا يجعل هناك مسؤولية وطنية ومهنية اعلامية على صانع المحتوى للدفاع عن الوطن، والكشف عمن يريد الإساءة إليه، مشيداً سموه بما يشهده الإعلام بالمملكة من تطور في ضوابطه وحماية النشء من الغزو الفكري.
وشهدت الجلسة مشاركة رئيس الهيئة العامة لتنظيم الإعلام الدكتور عبداللطيف العبداللطيف، الذي ثمّن لسمو أمير منطقة القصيم اختيار هذا العنوان الذي أصبح يعد من المواضيع الهامة، لافتاً بأنه أصبح هناك هيئة متكاملة بأنظمة رشيقة تستوعب أي تقنيات جديدة، وتتواءم معها، وأشار بأن الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بدأت القيام في أعمالها خلال عام 2023 ، لتنظيم قطاع الإعلام عبر الاستفادة من كافة الممكنات المتاحة في سبيل تطوير وتجويد الأعمال في مسارات التشريع والتنظيم والتمكين.
لافتاً أننا أمام صناعة جديدة وهي صناعة مليارية وهناك الكثير من الدول تستفيد منها ، لأنها صناعة تدعم صناعات أخرى ونحن نستفيد منها في السعودية من خلال وضع أطر تضبط المحتوى الإعلامي وفقا للضوابط والأدبيات الإعلامية ونستفيد منها اقتصادياً كقوة ناعمة، ونسعى إلى دعم صناعة المحتوى وضبط المشهد الإعلامي في السعودية بما لا يضر المجتمع وصناعة إعلام يكون داعما رئيسا للاقتصاد السعودي ويساهم بشكل فعال في الناتج المحلي.
واستعرض العبداللطيف مشروع نظام الإعلام والمراحل التي مر بها، متطرقًا إلى دور الهيئة في تنظيم الإعلام حيث قامت على تقييم ومراجعة السياسات والإجراءات ومعايير فسح المحتوى بما يتواءم مع التحولات الجديدة بالمملكة، وبما يعزز مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين، حيث أشار إلى أنه تم فسح اكثر من 600 فيلم منها 42 ضمن أكثر 50 فيلما مبيعا بالعالم، وفسح أكثر من 700 لعبة، بالإضافة إلى فسح اكثر من 26 ألف كتاب، مستعرضا أبرز معايير عملية الفسح التي تركز على عدم التعدي على خصوصية المجتمع السعودي أو إدخال أفكار جديدة على المجتمع السعودي.
وقال العبداللطيف إن الهيئة نفذت أكثر من 7 آلاف جولة وتم رصد أكثر من 22 ألف مخالفة، مشيرا إلى حرص الهيئة على تفعيل برامج تمكين القطاع، من خلال إطلاق تقنية الـ FM مع دول الجوار، واطلاق تقنية البث الإذاعي الرقمي في ثلاث مدن وتخصيص 62 ترددا إذاعيا جديدا وفسح أكثر من 700 ألف جهاز.
كما بيّن رئيس مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة والإعلام «مراسم» عبدالعزيز الخشيبان، أن صناعة المحتوى من الركائز الأساسية في الإعلام، ولابد أن يرتكز على الضوابط والأنظمة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، مؤكدا أن المحتوى يمثل قياسا لعقلية الناشر، ولدينا نماذج مضيئة من صناع المحتوى فيما يقدمونه من محتوى هادف ،مشيرا إلى دعم واهتمام سمو امير منطقة القصيم لتعزيز المحتوى الإعلامي الإيجابي من خلال تخصيص جائزة صناعة المحتوى، التي أسهمت في نقلة إيجابية لصناعة المحتوى الإيجابي، وتقديم المحتوى النافع في وسائل الإعلام، بعد تسجيلها كملكية فكرية لإمارة منطقة القصيم.
المدون الإعلامي حسين الغاوي أعرب عن شكره لسمو أمير منطقة القصيم، على استشراف المستقبل في وقت مبكر لتعزيز صناعة المحتوى الإيجابي ومواجهة الغزو الفكري، بمبادرات رائعة ورائدة وطنياً، مشيرا إلى أنه ليس لدينا مشكلة بصناعة المحتوى، بكافة الجوانب الإعلامية، وإنما في إيصال المعلومة وتسويقها أمام المتلقي ، بأسلوب راق، ويستوعبها المتلقي بشكل واضح، تسويق المعلومة، والمعلومة أصبحت تقدم في علم جديد، يسمى عمليات المعلومة وتقديمها للمتلقي ترتكز على أساليب مختلف اتصالية، لدينا حصانة فكرية ووعي كبير، نبادر إلى إبراز المعلومة.
وفي نهاية الجلسة كرّم سمو أمير منطقة القصيم المتحدث الرئيسي للجلسة رئيس الهيئة العامة لتنظيم الإعلام الدكتور عبداللطيف العبداللطيف تقديراً لجهوده في إثراء الجلسة في الجوانب المرتبطة بتطوير الإعلام وصناعة المحتوى.