خالد بن حمد المالك
في كلّ يومٍ نحن على موعدٍ مع مبادرة جديدة، وإستراتيجية فاعلة، وخطوات لمنجز يلامس مصالح المواطنين، فالعمل يجري ليل نهار، وعلى مدار الساعة، بكل الأيام والشهور، وامتداداً من سنة لأخرى، فهذا محمد بن سلمان طموحه لا حدود له، وعزمه المكين يتعدّى ما اعتدنا عليه لدى الآخرين.
* *
التغيير الذي يقوده سمو الأمير محمد يلامس كل شيء، نعم كل شيء، من الأنظمة والقوانين، إلى تنفيذ المشاريع العملاقة، ومن التخطيط للمستقبل إلى الانفتاح على العالم، ورؤيته أن يتمتع المواطن والمقيم ومن يزور المملكة بالاستمتاع بالحياة، بعد أن وفّر سموه للجميع ما أسماه بجودة الحياة.
* *
في الأسبوع الماضي أطلق ولي العهد الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في قطاع التقنية الحيوية، حيث تكرّس الإستراتيجية الوطنية للتقنية جهودها لتنمية قطاع التقنية الحيوية بالمملكة، باتجاه انتهاز الفرص الاقتصادية الواعدة فيه، وتعزيز صحة وجودة حياة السكان في المملكة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وازدهار بلادنا على المدى الطويل.
* *
وفي التفاصيل التي أعلن عنها فالإستراتيجية تستهدف نموّ قطاع التقنية الحيوية، والوصول لريادة المملكة في هذا المجال، وفقاً لأربعة توجهات إستراتيجية جوهرية، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة، وبذلك ستقود المملكة قطاع التقنية الحيوية العالمي، كونها مستثمراً هامّاً في هذا القطاع، وتتمتع بأنظمة مرنة، بالإضافة إلى ارتكازها على قوة اقتصادية وهمم شبابها.
* *
والإستراتيجية بحسب ما تم إعلانه من تفاصيل عنها، فهي تتكون من أربعة توجهات رئيسية، (اللقاحات، التصنيع الحيوي والتوطين، الجينوم، وتحسين زراعة النباتات)، وهناك اهتمام بالبحث والتطوير والابتكار، وجذب الشركات العالمية، وبناء القدرات والمهارات المحلية ضمن ما سوف تركز عليه الإستراتيجية الحيوية.
* *
وتوفر الإستراتيجية الوطنية للتنمية الحيوية فرصاً استثمارية للقطاع الخاص، وتعمل على تطوير المواهب المحلية، واستقطاب الخبرات الأجنبية لتعزيز النمو والابتكار، وتستهدف خلق فرص وظيفية نوعية عالية الجودة خلال السنوات القادمة، ويتوقع أن تكون هناك ألف وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر في المستقبل.
* *
وستعمل الإستراتيجية على تعزيز صحة المواطنين من خلال تحسين مخرجات الرعاية الصحية لتكون أكثر فعالية، ويُعدّ برنامج (الجينوم السعودي) مشروعاً وطنياً رائداً لمعالجة الأمراض الوراثية، كما أن الإستراتيجية لا تعزز الاكتفاء الذاتي فحسب، وإنما تتجه لتصبح المملكة مصدراً مهماً لمنتجات التقنية الحيوية والأبحاث في المنطقة والعالم.
* *
وضمن أهداف الإستراتيجية أن يتم تصنيع ما لا يقل عن 70 % من اللقاحات المطلوبة في المملكة، وأكثر من 45 % من احتياجاتها من المستلزمات الطبية، وأن تصبح واحدة من أبرز ثلاث دول مصدرة للقاحات في منطقة الشرق الأوسط ووسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2040 .
* *
إذاً فنحن أمام تطور نوعي: اقتصادي وصحي واجتماعي وتعليمي بإعلان هذه الإستراتيجية، والتفاصيل عن أهدافها أكثر بكثير مما أشرت إليه في هذه السطور، وللتأكيد المؤكد فإن قطار العمل بالإنجازات والتغيير الشامل يسير بسرعة، وتحقق المملكة نتائج مبهرة تسبق بها زمنياً حتى المواعيد الزمنية المستهدفة في رؤية المملكة 2030 بفضل المتابعة الدقيقة والفكر الخلاق لدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.