عثمان أبوبكر مالي
اعتذر عن الحديث عن مباراة الأمس المهمة (المفصلية) لمنتخبنا الوطني التي لعبها أمام منتخب كوريا الجنوبية، وذلك لتعارض وقت المباراة مع وقت تقديم المقال، وآمل أن يكون الأخضر حقق المراد وتأهل إلى ربع نهائي بطولة أمم آسيا المهمة، كما هو متوقع بإذن الله تعالى، موضوعي سأخصصه للحديث عن فترة توقف دوري روشن (الطويلة) التي صادفت فترة الاستعداد والمشاركة في بطولة أمم آسيا لكرة القدم في الدوحة.
أكثر جمهور رحب وفرح بالتوقف هذا كان جمهور نادي الاتحاد، وذلك لأسباب عديدة، رغم أن هذا الجمهور أكثر من (تعقّد) سابقاً من التوقفات الطويلة للدوري، خاصة بعد موسم (يمشي كدا.. كدا) عندما توقف الدوري وفريقه متصدر بفارق كبير من النقاط، وبسبب ذلك التوقف (وما صاحبه من أحداث) خسر أسهل بطولة دوري في تاريخه، نتيجة سوء التعامل مع الفترة الطويلة ونتيجة (قلة الدبرة) في التصرف وبسبب المجاملة للمدير التنفيذي الذي كان يدير الفريق من الشمال (عن بعد) وكانت النهاية المحصلة المعروفة ولست بصدد الحديث عنها، ولا أنسى أيضاً قبلها مرات عدة، وكيف كانت تأتي عودة الفريق وهو في أوج عطائه إلى المباريات بعد أقل توقف، حيث يكون مثقلاً مترهلاً متراجعاً ويخسر المباريات والنتائج والنقاط.
فرحة الجماهير الاتحادية بالتوقف هذه المرة (مبررة)، فالفريق بحاجة لها لسببين رئيسيين؛ الأول والأهم حاجته إلى علاج الإصابات الكثيرة التي ضربت صفوفه قبل جولات التوقف الأخيرة والتي وصلت إلى 24 إصابة تعرض لها نجومه على فترات متقاربة جداً، منها إصابات أنهت الموسم لبعض اللاعبين سيغيبون قسراً عن قادم المباريات.
السبب الثاني.. حداثة عهد الجهاز الفني للفريق بقيادة الأرجنتيني (غالارادو) الذي لم يمض له سوى حوالي بضعة أسابيع، ورياضياً وعملياً هو بحاجة إلى فترة توقف للاستفادة منها في التعرّف أكثر على لاعبيه وليتعرّف اللاعبون على أسلوبه وطريقته ومنهجه، قبل الاستئناف والعودة للمباريات في المرحلة الأهم والتقوى والحاسمة، فهل ذلك سيحصل ويتحقق للجمهور فرحته وما ينتظره؟!
الواقع يقول كلا، لا يبدو أن شيئاً من ذلك سيحصل، فالأخطاء السابقة (تتكرر) رغم أن الأسماء المسؤولة عن الفريق ومرحلته تغيرت، لكن التعامل مستمر كما هو، وكأن (القادمين الجدد) استنسخوا نفس الأفكار والخطوات والبرنامج ونفذوه تماماً وبحذافيره من أول يوم، ففي البداية نصف فترة التوقف (تقريباً) منحت إجازة للاعبين والنصف الباقي قضي أشبه بمعسكر ترفيهي أو هو رحلة (كشتة) للاعبين في المكان (المتكرر) نفسه ويكفي أن الفريق ذهب وعاد من دبي دون أن يخوض ولا مباراة ودية واحدة، بل إنه -كما تقول التقارير الصحفية -لم يكن يكمل (مناورة كروية) للنقص الكبير في اللاعبين الموجودين في معسكر الترفية(!)
وبناءً على ما حدث وبعيداً عن أي أمور أخرى (تتعلق بالاستقطابات والفترة الشتوية ودعم صفوف الفريق) لا يجب أن يفاجأ جمهور النادي بما سيحدث وما سيقدمه اللاعبون وما سيعرض له فيما تبقى من مباريات وبطولات الموسم، فلا يبدو أن في الأفق بوادر تحسن أو عودة أو تغير القدرة في الفريق على المنافسة في البطولات المتبقية.
وبعد موسم (يمشي كدا.. كدا) الله يستر على الفريق في موسم (كشتة دبي).
كلام مشفر
* رغم وجود مدير فني جديد ورئيس تنفيذي متمرس ومدير رياضي خواجه جديد، العمل في الفريق الاتحادي لا يزال عشوائياً (على الأقل حتى الآن) وما زلت أرى أن (الحرس القديم) إذا لم يخرج من مكاتب العمل واستمر (القادمون الجدد) يعتمدون على معلوماتهم وتقاريرهم فإن النادي سيواصل المسيرة (إلى الطريق المنحدرة) وتذكروا كلامي.
* رغم الغياب الكبير في صفوفه خلال فترة التوقف الحالية، إلا أن برنامج فريق الهلال (المتصدر) تضمن أداء خمس مباريات ودية وفريق النصر (ثاني الترتيب) رتب جولة إلى الصين قبل أن تؤجل، ويشارك في بطولة موسم الرياض القوية والأهلي شارك في بطولة كأس التحدي في دبي وكل ذلك من أجل الاستمرار والبقاء أقوياء
* حتى الأندية (خارج الصندوق) استفادت من فترة التوقف في لعب مباريات ودية، ضمك (مثلاً) سيلعب أربع مباريات ودية والرائد سيلعب ثلاث مباريات ودية وقس على ذلك بقية الفرق، فقط الاتحاد لا وديات في الصيف وفي الشتاء كشتة ورحلة ترفيهية خارجية!