محمد العبدالوهاب
بصرف النظر عن لقاء البارحة وما آلت إليه نتيجتها بين منتخبنا والكوري، والذي أجزم بأنها لم تعد كما كانت من حيث الندية والإثارة والمتعة الكروية، خصوصاً بهذه البطولة تحديداً، التي كشفت تواضع وانحدار المستوى الفني والنجومي لكل منهما، بالذات بالجانب السعودي الذي يمر بمرحلة انتقالية بمسيرته الحالية من جهاز تدريبي جديد وعناصر شابة تكتسب من مشاركتها تجارب مفيدة لصناعة جيل واعد نترقب توهجها في استحقاقات قادمة وأكثر أهمية في الأولمبياد وكأس العالم - أكتب مقالي هذا قبل لقاء البارحة -
..أقول أن أكثر ما أساءني تلك الحملة العشواء على منتخبنا والتي يعمل على توظيفها نقاد مدري حساد من خارج وداخل الوطن بمنحهم لقب كبار آسيا لمنتخبات دون ذكر منتخبنا الأشم من بينهم!! - لربما - من باب التشفي ونار الغيرة المؤثرة في أنفسهم، فعلى الرغم من الاحترام والتقدير لعموم المنتخبات التي تم ذكرها بالكبار فإن صفحات التاريخ وسجل الأرقام تقول: إن أحد هذه المنتخبات ومنذ 64 عاما لم يذق طعم البطولة!! وأقصد به المنتخب الكوري الجنوبي، بينما الآخر وأعني فيه الإيراني لم يحقق الكأس منذ 48 عاما!! بينما يظل المنتخب الياباني وليد عهد البطولات من بداية التسعينيات الميلادية!! في الوقت الذي كان فيه منتخبنا(الأشم) يصول ويجول منذ الثمانينيات الميلادية حتى الأمس القريب مابين(عراباً) للكوؤس الآسيوية والإنجازات المتتالية للأولمبياد، ومنها أيضاً الحضور المشرف بالعالمية منذ ذلك الحين إلى حد اليوم ولا أزيد.
* * *
أمسيات كروية.. فارسها الشباب
حراك رياضي وتظاهرة عالمية يرافقها حراك فني ونجومي ولمسة وفاء، في إطار (5) مواجهات كروية على مدى أسبوعين تشهدها العاصمة السعودية(الرياض) مابين سوبر إيطالي ويوبيل شبابي ماسي، ولقاء بطولي ودي بين ميامي الأمريكي بقيادة ميسي وسواريز ورفاقهما مع كل من الهلال والنصر، فبغض النظر عن غيابات العناصر النجومية بالفرق السعودية من محلية وأجنبية لمشاركتهم في استحقاقات منتخباتهم، إلا أنها فرصة مواتية للبدلاء والوجوه الشابة بإثبات تواجدها كمواهب واعدة لفرقها.
ولعل أشد ما أسعدني في تلك التظاهرة العالمية تلك الاحتفائية والاحتفالية الماسية للكيان الشبابي أمام فريق روما الإيطالي وبذلك الوفاء غير المستغرب من رجالات الشباب أحسب أنها خصلة اجتماعية خلاقة فريدة اعتاد مجالس إدارات الشباب السابقة على إبرازها كواجهة حضارية ومشرفة لجانب مسؤولياتها الاجتماعية المتمثلة بتكريم أحد رواد الحركة الرياضية والمؤسس لغالبية أنديتها ذلكم شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد، غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته، كانت لمسة وفاء حظيت بتقدير واحترام كافة وجهاء الوطن والجمهور السعودي والمتابعين.
شكراً إدارة نادي الشباب على تلك المبادرة القيّمة والجديرة بشخصية وقامة تتمثل بشيخ الرياضيين.
* * *
بطل آسيا الحقيقي
واصل الجمهور السعودي العظيم حضوره على جنبات المدرجات كأرقى وأكثر جماهير المنتخبات المشاركة(مجتمعة) مسانداً وداعماً للأخضر بأهازيجه الماتعة البعيدة عن الألفاظ المشينة التي تنتهجها غالبية الجماهير الأخرى مقدما بهذا كله درساً قُدم بالمجان عن السلوكيات التربوية بمثل تلك المناسبات والمحافل الرياضية، في المقابل كان لنجومنا الدولية السابقة التي أسهمت بإنجازات وبطولات الكرة السعودية بقيادة الإمبراطور الكرة العربية والآسيوية صالح النعيمة وزملائه حضوراً مشرفاً بمساندة ودعم اللاعبين مما كان لها الأثر في نفوسهم ومعنوياتهم التي أسهمت في وصولهم إلى هذه المرحلة عطفاً على حداثة مشاركتها في أستحققات دولية.
.. شكراً لهم جميعاً على هذه المبادرة واللفتة الجميلة التي أجزم بأنها البطولة الحقيقية التي نتوخاها منهم.
* * *
آخر المطاف
قالوا:
أعمق خطايا العقل الإنساني أن يعتقد شيئا دون أدلة.. خصوصاً بمفاهيم تخطاها الزمن وألغتها حقائق الواقع.