سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم تكن خسارة المنتخب السعودي من أمام منتخب كوريا في دور الـ16، وخروجه من كأس أمم آسيا 2023 المقامة حالياً في الدوحة، بالصدمة لمن كان يتعامل مع منتخبنا وفق «المنطق» لا «العاطفة»، فالأخضر لم يكن مهيأً لتحقيق اللقب الآسيوي، وغالبية الوسط الرياضي إن لم يكن «الجميع» كان يتوقع خروجنا من الأدوار الإقصائية، بل البعض توقع خروجنا من دور المجموعات، وإن كان هنالك من «طالب» بتحقيق اللقب القاري، فهو بالتأكيد «عاطفي»، إذ إن هذه المطالبة، تخالف الواقع الذي يعيشه الأخضر في الفترة الحالية.
أما الأسباب التي جعلتنا نتوقع خروج منتخبنا، فهي كثيرة، وقد ذكرنا بعضها في أحد المقالات السابقة، ومنها على سبيل المثال، تأخر اتحاد الكرة في التعاقد مع مدرب، ناهيك عن «الأزمة» التي أحدثها بعض «نجوم الأخضر»، الذين أبدوا «رغبتهم» بعدم اللعب مع المنتخب السعودي, ليحل محلهم لاعبون «شباب» لا يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه المحافل، وبالرغم من ذلك، فقد قدم منتخبنا مستويات جيدة، وتأهل لدور الـ16، ولو أنه قابل غير الفريق الكوري، و»الياباني بالتأكيد»، لتأهل للدور القادم، بل إنه في مباراة كوريا، كان نداً قوياً، وخصماً عنيداً، ولولا الثواني الأخيرة من المباراة، لكنا الآن نتغنى بمنتخبنا, ولكن هذه هي كرة القدم، الحظ فيها يلعب دوراً كبيراً، ولذلك لن نحمل المدرب الخبير مانشيني أسباب خروج منتخبنا «المتوقع»، بل يفترض «محاسبة» اتحاد الكرة على أخطائه، ومحاسبة اللاعبين «المتخاذلين».
ويبقى السؤال الأهم، ماذا بعد هذا الخروج؟ المسؤولون مطالبون بـ «تخطيط» واضح وصريح للمرحلة القادمة، فالوسط الرياضي السعودي «مل» من كثر «إخفاقاتنا»، ويجب أن يعود منتخبنا الوطني لتحقيق البطولات، فالدعم الذي تجده الرياضة السعودية اليوم، من قبل والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد قائد رؤية الوطن الأمير محمد بن سلمان، دعم مهول وغير مسبوق، ويفترض استغلاله لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات الوطنية على مستوى الرياضة، وهذا مانأمله من سمو وزير الرياضة الشغوف عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي «يثق» الوسط الرياضي في قيادته لهذا القطاع الحيوي، ولتكن البداية من «الضرب بيد من حديد»، تجاه كل لاعب «خذل» المنتخب السعودي.
كما يجب أن نضع «حلولاً» دائمة لعدم مشاركة اللاعب السعودي في الدوري المحلي، بعد قرار السماح بتواجد 10 لاعبين أجانب (مشاركة 8 و 2 احتياط)، وطالما أن اللاعب السعودي لا يجد فرصته بالمشاركة، فسوف تكون الخيارات محدودة، وهذا أمر يتحمله اتحاد الكرة، ويجب وضع حل لتلك الإشكالية، كما يجب أن نضع «خطة» واضحة، لإدراج اللاعبين الشباب في قائمة المنتخب الأول، فالمنتخب اليوم بحاجة «للإحلال»، ويفترض أن نستمر على مدربنا الكبير مانشيني، والجلوس معه، لمعرفة الخلل ومعالجته، فمدرب بقيمة هذا الإيطالي، يجب أن يستمر معنا لأطول فترة، على أن يعمل معه اتحاد الكرة، وفق ماتتطلبه المرحلة الانتقالية، ليعود لنا الأخضر بطلاً كما كان سابقاً، أما اليوم فالمنتخب السعودي، ومع كل أسف، لا يمكن تصنيفه من ضمن «كبار القارة»، حتى وإن كان تاريخياً يُعتبر «الثاني» بعد «اليابان»، ولكن اليوم تجاوزتنا عدة منتخبات، وأصبحت بمستوياتها الفنية، تحتل مراكز المقدمة، وإن لم نلتفت لهذه النقطة، ونحل إشكالياتنا، فإن التاريخ لن يشفع لنا، وسيأتي اليوم الذي تتجاوزنا فيه كوريا وإيران وأستراليا وقطر، بعد أن تجاوزتنا اليابان منذ عدة سنوات.
«فخامة» تليق بزعيم آسيا
اُفتتح مساء يوم الاثنين الماضي، الملعب الخاص بنادي الهلال «المملكة أرينا»، الذي بُني في ثلاثة أشهر، عن طريق هيئة الترفيه، وقامت بتأجيره على نادي الهلال، ليتم افتتاحه في مباراة الهلال وإنتر ميامي على كأس موسم الرياض، ويشاهد العالم «التحفة» المعمارية، التي شُيدت على الطراز العالمي الحديث، ليصبح ملعب الهلال واحداً من أفضل الملاعب على مستوى العالم، وهذا ماعهدناه من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، الذي ما أن يضع يده على شيء إلا وينتعش، وما يفكر في شيء إلا ويصبح واقعاً، وهذا غير مستغرب في ظل الدعم اللا محدود من سمو ولي العهد، الذي بوجوده، أصبحت أحلامنا واقع اًيتمناه العالم.
شكراً للشبابيين
في ليلة خالدة، احتفى الشبابيون باليوبيل الماسي، بعد مرور 75 عاماً على تأسيس شيخ الأندية السعودية، وفي ليلة جميلة بجمال هذا النادي الأصيل، لم ينسَ الشبابيون شيخ الرياضيين ورائد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى، مؤسس ناديي الشباب والهلال، الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله-، بعد أن تم تكريمه كمؤسس لنادي الشباب، وهذا وفاء غير مستغرب من أبناء نادي الشباب، وفيه رد على كل «كاذب» كل من يدعي عدم تأسيس شيخ الرياضيين لنادي الشباب، إلا أن الأوفياء في هذا النادي العاصمي، الكبير قدراً ومكانة، أنصفوا شخصية رياضية لن ينساها التاريخ الرياضي السعودي، فشكراً لكل القائمين على هذا التكريم، ورحم الله شيخنا الرياضي الكبير عبدالرحمن بن سعيد.
تحت السطر:
_ في مباراة منتخبنا أمام كوريا، حضرت روح اللاعبين وعزيمتهم وإصرارهم على الفوز، ولكن الدقيقة الأخيرة من المباراة كانت قاتلة لنجومنا، ولنا خلف الشاشات، فهدف التعادل الكوري، جاء في وقت صعب، رفع من معنويات الكوريين، وأحبط لاعبينا.
_ لم يكن تصريح مدرب منتخبنا اعتباطياً حينما أوضح أن هنالك منتخبات مرشحة لانتزاع كأس أمم آسيا أكثر من المنتخب السعودي، فقد كان واقعياً بهذا التصريح، بينما جرفت غالبيتنا «العاطفة» وربما البعض كانت له «أهداف» خاصة بالوقوف ضد مانشيني.
_ المنتخب السعودي قدم كل مافي وسعه في كأس آسيا، ولعب بلاعبين «احتياطيين» في أنديتهم، ومن يُحمل مانشيني هذا الإخفاق، مع احترامنا له مخطئ، ولا يريد أن يضع يده على الخلل، الذي يبدأ من اتحاد الكرة، ولا ينتهي عند اللاعبين.
_ منتخبنا لم يخرج من منتخب مغمور، أو منتخب متوسط، حتى نلوم لاعبيه ومدربه، منتخبنا خرج من منتخب قوي ومؤهل لتحقيق اللقب القاري، بل هو المرشح الثاني مع منتخب اليابان، ناهيك عن أنه صاحب تصنيف متقدم على مستوى العالم.
_ الحارس الدولي أحمد الكسار، استحق كل كلمة ثناء قيلت بحقه، فقد قدم في الثلاث مباريات التي لعبها مستويات كبيرة، وتحديداً أمام منتخب كوريا، كان سداً منيعاً أمام هجمات الكوريين المتتالية.
_ الهلال أمام إنتر ميامي قدم شوطاً أول جميلاً، ومن أجمل الأشواط التي لعبها الهلال هذا الموسم، ولكن في الشوط الثاني تراجع مستواه، وانخفض المعدل اللياقي لدى لاعبيه، وهذا طبيعي في ظل توقف الفريق لفترة طويلة، وغياب 12 لاعباً من لاعبيه.